يجمع الباحثون في أمن الخليج العربي أنه مهدد من إيران وأن التهديد الإيراني له هو الأكبر بين التهديدات الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها، ويؤكدون رأيهم هذا بالإشارة إلى احتلال إيران لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، منذ ما يقارب الأربعين عاماً، وبالتصريحات التي لا تتوقف والتي تصدر عن مسؤولين إيرانيين ومقربين من القيادة الإيرانية عن تبعية البحرين لإيران، وباستمرارها في العمل على تصدير الثورة والتي صارت توظف كل قدراتها الإعلامية للسير في هذا الطريق، وتدعم كل من تعتقد أنه يمكن أن يسهل لها هذه المهمة من مواطني دول التعاون. وبالتأكيد فإن هذا التهديد سيزداد الآن بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها واعتقادها أن الغرب اكتشف أن مصلحته معها، وليس مع دول مجلس التعاون، وبعد الأنباء عن استرجاعها لخمسين مليار دولار أو أكثر من أموالها المجمدة، والتي لن تتردد عن توظيفها لخدمة أهدافها وطموحها في تسيد المنطقة. كل هذا يؤكد صحة نظرة الشقيقة الكبرى التي قررت أن تمنع التغيير الذي تنشده إيران في المنطقة، وأعلنت الوقوف في وجهها وحذرت من السكوت أو الخنوع لأن هذا سيؤدي بلا أدنى شك إلى احتلال إيراني للخليج العربي، وتمكينها لمن تريد تمكينه من دولها وخاصة البحرين التي بذلت ولاتزال جهوداً كبيرة لتحقيق حلمها في هذه الأرض التي تعتبرها جزءاً منها كونها احتلتها في فترة من فترات التاريخ. ما ينبغي أن ينتبه له قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي هو أن لدى إيران شهوة استعمارية توسعية لا تستطيع أن تخفيها وأنها تبذل كل ما تستطيع من جهد لنيل مرادها، وأن هذا الأمر حقيقة وليس تجديفاً، فإيران تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود في اتجاه تحقيق هذا الحلم ويتوفر على هذا الكثير من الأدلة والبراهين ليس أولها دعمها لمن تسميهم بـ «المستضعفين»، وليس آخرها كميات الأسلحة التي حاولت وتحاول تهريبها إلى بعض دول التعاون والتي تم اكتشاف بعض مخازنها في البحرين والكويت على الأقل. من يتابع البرامج التي تبثها الفضائيات الإيرانية وتلك الممولة منها في العراق ولبنان ودول أخرى كثيرة لا يخامره شك في أن هذه الجارة الضارة تعمل ليل نهار كي تصل إلى مرادها وأنه بالفعل حان الوقت ليقف الجميع في وجهها ويمنعها من تحقيق ولو شيء بسيط من هذا الذي تسعى إليه، والذي صارت تعتقد أنه صار أسهل مع رفع العقوبات الاقتصادية عنها وغض الطرف عن مشروعها النووي الذي اكتمل ولن يطول الوقت حتى تهدد به دول التعاون والمنطقة برمتها. بعد سلسلة المواقف السالبة والمآخذ التي تم تسجيلها على إيران صار من الصعب الثقة فيها، لذلك فإنها لو قضت ليلها ونهارها تحلف بالله العظيم أنها لا تريد سوءاً بدول التعاون وأنها ستوظف قدراتها في خيرها وخير المنطقة فإنه ينبغي عدم تصديقها والتشكيك في كل ما تقوله وفي نواياها، خصوصاً وأن العالم كله يرى بوضوح ما تفعله في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن والتي صارت بشكل أو بآخر تتحكم في مصائرها وسبب كل بلاويها. ما ينبغي الانتباه له أيضاً هو أن إيران تكرر الدعوة إلى إيجاد تعاون أمني إيراني خليجي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية واستمرارها في إصدار التصريحات الفالتة عن البحرين واستمرارها في تصدير الثورة ودعم المنظمات الإرهابية في العديد من البلدان العربية.لإيران مطامع إقليمية لم تعد قادرة على إخفائها، وهي تعمل بكل ما أوتيت من قوة للسيطرة على دول التعاون وتوفر في كل يوم ما يكفي من أدلة لإدانتها.