في مجلس رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الثلاثاء الماضي حيث وفد المواطنون من مختلف الفئات للتشرف بالسلام على سموه وعرض مشكلاتهم واحتياجاتهم أثار أحد الحاضرين - وهو رجل دين - مسألة في غاية الأهمية لخصها في قوله إن أحداً لا يمتلك الحجة على الدولة طالما أن مجالس القيادة مفتوحة للجميع والحواجز مرفوعة، معتبراً مجلس صاحب السمو مثالاً، ومنبهاً إلى مسألة في غاية الأهمية هي توفر قناة اتصال بين المواطنين وأصحاب القرار، ومنتقداً ضمناً «المعارضة» التي لم تعرف كيف تستفيد من هذه القناة للتواصل مع القيادة وعرض مشكلات المواطنين والسعي لحلها، فهذه المجالس حجة على «المعارضة» وعلى من لا يحاول الاستفادة منها وليس حجة لهم.إن من نعم الله سبحانه وتعالى على البحرين وأهلها أن المواطنين لا يجدون صعوبة في الوصول إلى القيادة والتعبير عما يختلج في صدورهم، فهذا الطريق مفتوح وسالك باستمرار، لذا يمكن طرح السؤال بقوة عن عدم طرق «المعارضة» لهذا الباب المفضي إلى الخير واتخاذها قراراً بعدم الاستفادة منه رغم معرفتها الأكيدة بأنها لو سلكته لحلت الكثير من مشكلات المواطنين التي ترفع راية الدفاع عنهم. مجالس القيادة مفتوحة، وصاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وصاحبا السمو رئيس الوزراء وولي العهد يوفرون الكثير من الوقت للاستماع إلى كل من يقصدهم ويعطون كل الموضوعات ما تستحقه من اهتمام. هذا هو الطريق الطبيعي الذي هو من سمات مجتمع البحرين والقيادة، ولو أن من «تطوع» للدفاع عن مطالب المواطنين سلك هذا الطريق لما دخلت البلاد في ذلك الدهليز المظلم الذي أدى إلى تضررهم بدلاً عن حل مشكلاتهم والحصول على مطالبهم.ما لم تنتبه له «المعارضة» أو من يتخذ هذا العنوان مظلة وعنواناً هو أن المجتمعات الخليجية تختلف عن كثير من المجتمعات وخصوصاً الغربية، فطالما أن بإمكاني كمواطن أياً كان انتمائي السياسي أو المذهبي توصيل صوتي بهدوء وبيسر وسهولة إلى صاحب القرار فلماذا لا أوصله أو أوصله بـ «الزعيق»؟ في الغرب وفي دول عديدة في الشرق أيضاً لا تتوفر لهم القنوات المتوفرة لنا سواء بحكم اختلاف المجتمعات والعادات والتقاليد أو بحكم أنظمة الحكم، لذا فإنهم يلجئون إلى الأدوات والأساليب التي يعتقدون أنها يمكن أن توصل صوتهم إلى أصحاب القرار. هنا في البحرين وفي مختلف دول مجلس التعاون الخليجي لسنا في حاجة إلى تلك الأدوات والوسائل والأساليب لأن صوتنا يصل بسهولة وبكل وضوح إلى أصحاب القرار. هنا لا يوجد حاجز يمنع من وصول الصوت والرأي، فمجالس القيادة مفتوحة وبإمكان الجميع أن يصلوا إلى أصحاب القرار ويعبرون عن مطالبهم.هذه إشكالية مهمة ينبغي مساءلة «المعارضة» بسببها، فما الحكمة من ابتعادها عن هذا الطريق السالك والضامن لتحقيق جل المطالب إن لم يكن كلها؟ لماذا تلجأ إلى الأساليب الأخرى وهذه القناة مفتوحة وميسرة؟ الأكيد هو أنه حتى مع كل ما جرى ومر على هذا الوطن لاتزال هذه القناة مفتوحة، وبإمكان من يسلك هذا الطريق أن يحقق للمواطنين عبرها الكثير من مطالبهم.هنا ينبري سؤال، هل لايزال بالإمكان استفادة «المعارضة» المتمثلة في الجمعيات السياسية أو غيرها من هذه القناة رغم كل ما حدث وما جرى؟ الجواب الأكيد هو نعم، فهذه القناة لاتزال مفتوحة وستظل مفتوحة دائماً، فمن خلالها تتلمس القيادة مشكلات المواطنين، ومن خلالها يمكن حل الكثير منها.هذه القناة متاحة لجميع المواطنين بكل فئاتهم ولكل المؤسسات السياسية، وهي الطريق الأسهل والأسرع لحل كثير من المشكلات وتحقيق الكثير من المكاسب للمواطنين.
Opinion
الطريق الأسهل لحل مشكلاتنا
29 يناير 2016