حظيت بشرف الاستضافة للندوة الرئيسة في مهرجان القرين الثقافي الثاني والعشرين بدولة الكويت الشقيقة تحت عنوان «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي.. الفرص والمخاطر». حيث استضافت هذه الندوة المهمة عدداً من أساتذة الإعلام والمختصين في هذا المجال من جميع أرجاء الوطن العربي للحديث في مختلف الموضوعات ذات العلاقة بالشباب واستخداماتهم لشبكات التواصل الاجتماعي، وتأثير هذه الشبكات عليهم وعلى مجتمعاتنا العربية والخليجية. وقد قام المحاضرون بتقديم أوراق عمل ودراسات علمية حول هذا الموضوع، وقد كانت نتائج هذه الدراسات البحثية صادمة للحضور. فلقد أفرزت الدراسات التي قام بها المحاضرون عن أن اللغة العربية تحتل المركز الأول من حيث استخدامها من قبل الشباب في الدول العربية، بنسبة تصل إلى 60% مقارنة باللهجة الدارجة أو «العربايزيشن»، وهو كتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية. وقد أرجع المحاضرون السبب إلى أن قادة الرأي الإلكترونيين أو حتى المغردين أو المستخدمين العاديين يستخدمون اللغة العربية «البيضاء»، نظراً لرغبتهم في إيصال أفكارهم إلى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين، والذين قد لا يفهمون اللهجات الدارجة أو اللغات الأجنبية. كما أفرزت أكثر من 3 دراسات أقيمت في دولة الكويت أن الموضوعات الثقافية والأدبية تحتل المرتبة الأولى في الموضوعات الأكثر انتشاراً على وسائل التواصل الإعلامي، مقارنة بالقضايا السياسية التي احتلت المركز الخامس. ولقد ناقشت باقي الأوراق محاور مهمة جداً، مثل تأثير الخطاب الإلكتروني على الشباب، في مجال ما أسموه «التجنيد الإلكتروني للجماعات الجهادية»، وقد تم طرح أوراق عمل في غاية الأهمية في هذا المجال ومناقشة بعض الحالات في بعض الدول كفرنسا وألمانيا ومحاولات التجنيد الإلكتروني فيها. بالإضافة إلى عدد من المحاور التقنية التي نقلتنا من واقعنا المرير إلى المستقبل الجميل بإذن الله. كانت الندوة عبارة عن مختبر لعصف الأفكار القائمة على دراسات علمية في غاية الدقة والواقعية، مما أعطى للحوار زخماً ثقافياً مضافاً على واقع استخدامات شبكات وأدوات التواصل الاجتماعي. وانتهت الندوة بشكل «ابتكاري» حيث تحدثت الجزئية الأخيرة في الندوة التي امتدت لعدد من الأيام على عرض تجارب لنماذج واقعية لاستخدامات أدوات التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة من الشباب الكويتي، وأعتقد أن هذه الجزئية هي التي جعلت جميع الحضور يتفقون على أن شبابنا قادرون كل المقدرة على الاستفادة من أدوات التواصل الاجتماعي في خدمة مجتمعاتنا الخليجية والعربية بشكل إيجابي. فقد عرض أحد الشباب الكويتي تجربته في مجال التسويق الإلكتروني، وكيف انتقل من مجرد شاب عادي عاطل عن العمل إلى مليونير لمجرد استغلاله الأمثل لأدوات التواصل الاجتماعي وتوظيفه في مجال التجارة الإلكترونية، التي لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة ولا إلى عدد كبير من الموظفين. كانت تجارب الشباب في غاية الابتكار حركت عند جميع الحضور الرغبة في التعرف أكثر على وسائل وأساليب الاستفادة «الإيجابية» لأدوات التواصل الاجتماعي بغية الاستفادة منها في مختلف المجالات.مهرجان القرين الثقافي كان رائعاً بكل مقاييس الروعة من حيث التوازن في البرامج وتنوعها لتناسب جميع روادها. أما كرم الضيافة والحفاوة الكويتية الذي لمسناه نحن الضيوف كان موضع تقدير كبير، وهذا ليس بشيء مستغرب على دولة الكويت الشقيقة. فشكراً لجميع القائمين على مهرجان القرين الثقافي وشكر خاص للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، وألف مبروك لاختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية.