كانت الصحافة الرياضية المحلية في فترة من الفترات قوية جداً، والذين بدؤوا الكتابة أسسوا العديد من المدارس في الكتابة، فهناك من كان يكتب لكي يبعد نفسه عن المشاكل، ومن كان يمسك العصا من الوسط ومن يكتب بمنهج نقدي سليم يعتمد على الدلائل والمستندات والإحصائيات والتاريخ ويقدم للقارئ الرياضي وجبة رياضية من الكلام الرائع المفيد والبناء.كان جمهورنا الرياضي يعرف أولئك الذين أسسوا تلك المدارس الصحافية الرياضية، وحتى هذه اللحظة يعرفهم لأنهم من نبع الرياضة سواء أكانوا مدربين أو مدرسين للتربية الرياضية، أو حكاماً أو لاعبين معتزلين أرادوا مواصلة العطاء حتى يتركوا بصماتهم على سير التاريخ الرياضي في بلادنا.وأمام هذه الحقائق التي أشرنا إليها سابقاً أقحم بعض الدخلاء أنفسهم في هذا المعترك، وراحوا يتسلقون على أكتاف الغير لأنه من السهل أن يصل أي إنسان إلى ما يريده إن تخلى عن روح المهنة والإخلاص لها، واندفع إلى نحو الشهرة فقط دون الاهتمام بالمضمون الصحافي، فالهدف لهؤلاء واضح أنهم يريدون التسلق على أشجار مثمرة دون القدرة على المشي فوق الأشواك أو المسامير الحارة، وبالتالي من يصعد بهذه الأساليب يكون سقوطه مدوياً ومخجلاً في آن واحد.إن الصاعدين الشباب هم بحاجة إلى من يسندهم من العمالقة المعروفين، وبالفعل قام البعض بإسناد مجموعة هم اليوم أكثر بروزاً من غيرهم لكن أصحاب المدارس الخاصة لا يمدون العون لهم والخوف أن ينافسهم الشاب على مقاعدهم الوثيرة.في الماضي كما أسلفت تصارعت العديد من المدارس النقدية في الصحافة الرياضية وبنا العديد من الأسماء أنفسهم فالصريح صريح والمطبل مطبل والناقد ناقد وبسهولة جداً يمكن لأي متابع معاصر أن يعرفهم وهم إلى يومنا هذا ملتزمين بمنهجهم ولم يحيدوا عنه لكن الذي يستغرب منه القارئ الرياضي لماذا هبط أداء العمل الصحافي الرياضي، ولم نعد نقرأ الانفراد سواء في الأخبار أو التصريحات أو التحقيقات ولا نجد اللقاءات المتميزة التي كنا نتابعها ويذهب القارئ الرياضي إلى شراء الصحيفة من أجلها واقتنائها؟.لماذا اختفى رواد المدارس في الصحافة الرياضية ولماذا طفا على السطح الكلام الرسمي الذي غطى المساحات، وهو كلام إنشائي جامد صادر من مكان جامد ومعلب ويرسل إلى الأقسام الرياضية وينشر دون عناية أو تصحيح لكثير من كلماته والجوهر واضح «أشاد واستقبل وودع وهنأ وبارك وهلل وتمنى وتوقع إلخ» وكأننا نعود إلى كتاب صف الأول ابتدائي (بَ بِ بُ ) ونردد «بطة»!!.السؤال إلى رؤساء التحرير:لماذا لا تراقبون العمل في إنتاج أقسامكم الرياضية فإنهم يجلسون ويتلقون الأخبار من المؤسسات الرياضية الرسمية وينشروها كما تصل إليهم وتأخذ مساحات واسعة ولا تترك لمن بقي من الرواد القلائل أي مساحة لقول رأي أو طرح فكرة أو نشر تحليل وما ينشر مجرد أخبار نتائج المباريات وكأننا نوزع البرميت والبسكويت ولأن مستوى الأقسام الرياضية هبط ولم يعد مؤثراً وهي حقيقة مؤلمة هبط مستوى التوزيع ولم يعد للصحافة الرياضية أي مستوى.إننا نشعر بالألم الرياضي فمن يشفينا منه؟!
Opinion
آلامنا الرياضية الصحافية
03 فبراير 2016