كثيرون هم أولئك الذين لا يمكن أن يعيشوا إلا في ظل عبودية الأفاكين والمجرمين وسماسرة الأعراض ممن يمارسون مهنتهم المكللة بالرذيلة والفجور، لأنهم ببساطة يحنون إلى العيش تحت الأقدام، ظنًا منهم أن الفتات الذي يلقيه إليهم هؤلاء هو الذي يبقيهم على قيد الحياة. خذ عندك مثالاً صارخاً لأولئك المخدوعين المعدمين الذين أدمنوا العيش على الفتات، أتباع «الولي الفقيه»، تستهويهم الخطب العصماء عن فضائل الحرية ومثالب الاستبداد، وتجدهم يصفقون له كلما تكلم أو مشى وذكر اسمه، رغم يقينهم بزيف ما يقول، ورغم أيضاً علمهم بأنه رجل دين في هيئة شيطان يعظ، إلا أنهم لايزالون حريصين على تبييض وجه العكر بكل ما أوتوا من قوة!!هكذا يهوى البعض ويتلذذ في العيش تحت أقدام أكبر وأعظم ديكتاتور في تاريخ البشرية..نعم، أعلم بأني أطلت في المقدمة لغاية ومقصد ومعنى في قلب الكاتب، وأما وقد أفرغت ما في جعبتي، لذلك فإني سألج في صلب المقال.الثلاثاء الماضي خرجت علينا وسائل إعلام عدة ووكالات أنباء شتى، وصحف وفضائيات سواء بالعربية أو الأجنبية، ليس من بينهم «مفبركة» بخبر مفاده قيام إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية «الاثنين» بإلقاء القبض على قياديين أعضاء في «حزب الله» بتهم استخدام ملايين الدولارات من مبيعات للكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا، ومن بين المقبوض عليهم الذراع المالي لـ «حسن زميرة» المدعو محمد نور الدين. ومعلومة أهديها مجاناً للمخدوعين في «سيد الجحور»، «حزب الله» يجني ثلث ثروته تقريباً من المخدرات، وذلك وفق ما كشف عنه في سبتمبر 2012، عضو بارز في لجنة المال بمجلس النواب الأمريكي والذي قال إن «30 %من مداخيل «حزب الله» في لبنان هي عائدات تهريب وتصنيع وبيع المخدرات، يتم تأمينها ونقلها من لبنان عبر مجموعات منظمة حكومياً من أجهزة أمنية إيرانية، ليتم تهريبها إلى أوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة عبر أمريكا اللاتينية والمكسيك».وكان مدعون أمريكيون تقدموا في ديسمبر 2011 بدعوى قضائية ضد مؤسسات أمريكية ولبنانية تتهمهم بالتورط في غسيل أموال شبكة دولية يديرها «حزب الله» لتجارة المخدرات. معلومة أخرى بالمجان «كله بحسابه»، في يونيو 2005 ألقت الشرطة الإكوادورية القبض على شبكة تهريب مخدرات، على رأسها اللبناني راضي زعيتر، الذي يدير مطعماً في العاصمة كويتو، وبحسب تحقيقات السلطات هناك، فإن عصابة زعيتر تمول «حزب الله» بـ 70% من أرباحها من تجارة المخدرات.خذ عندك معلومة مجانية أخرى «والحسابة بتحسب»، نهاية 2006، أدرجت السلطات الأمريكية صبحي فياض على قوائم الإرهاب، باعتباره أحد أهم الناشطين التابعين لـ «حزب الله» في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، واتهمت السلطات الأمريكية فياض بتورطه في تجارة المخدرات مع آخرين لصالح «حزب الله» منذ 1995، وفي 2008، ألقت السلطات الأمريكية القبض على فايد بيضون المعروف بـ «ميجال جارسيا» في مطار ميامي الدولي لاتهامه بالضلوع في تجارة الكوكايين أيضاً لصالح «حزب الله».وإليك معلومة أخرى يا أيها المخدوع والمغشوش في الولي الفقيه، ليست واحدة ولا اثنتان بل ثلاث.. في 2009، أعلنت السلطات الهولندية القبض على خلية مكونة من 17 فرداً ينتمون لشبكة دولية لتجارة المخدرات على صلة بـ «حزب الله»، وأعلنت السلطات اشتباهها في أن هذه الخلية متورطة في الاتجار بنحو 2000 كلغ من الكوكايين خلال عام واحد، وفي العام ذاته في أكتوبر، ألقت السلطات الألمانية القبض على لبنانيين متهمين بتهريب أموال إلى لبنان ناتجة عن تجارة المخدرات، ووفقاً لما نشرته حينها مجلة «دير شبيغل» الألمانية، فقد كشفت التحقيقات عن تلقي الشخصين تدريبات خاصة في قواعد عسكرية تابعة لـ «حزب الله» في لبنان. أبريل 2011، نشرت الصحيفة ذاتها تقارير أكدت تمويل «حزب الله» عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا، وقامت الاستخبارات في ألمانيا بالقبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة شباير هرّبوا مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وقاموا بتسليمها لشخص على علاقة وثيقة بـ «حسن زميرة». في نوفمبر 2015، أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي بغالبية ساحقة مشروع القرار رقم 2297 ضد «حزب الله»، وربط أنشطة الحزب بتهريب المخدرات بالعقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة عليه، وطالب التقرير بإدراج الحزب كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود.في العام ذاته، أصدرت الخزانة الأمريكية قراراً فرضت بموجبه عقوبات على عدد من اللبنانيين، من بينهم تاجر المخدرات ومبيض الأموال الكولومبي – اللبناني أيمن سعيد جمعة، وشريكه الرئيس حسن عياش ومجموعة جمعة الإجرامية التي ترتبط بعلاقات مع «حزب الله». هذا وبعد، فأوصيك أيها المخدوع بـ «الولي الفقيه» بالحرص على تناول الحشيش، ليس حشيش «حسن زميرة» بل البرسيم ليس لأنه يقوي الذاكرة فقط، بل يساعد على التحول من جنس البني آدمين إلى (........).