هل أصبح لزاماً علينا دق ناقوس الخطر للأمن المائي في دول الخليج العربي؟ بعد ذلك التقرير الذي أصدره معهد الموارد العالمية حول ما سيواجه نحو خمس دول العالم من نقص حاد في المياه بحلول عام 2040، وأن 14 دولة من إجمالي 33 هي الأكثر عرضة لنقص المياه في الشرق الأوسط ومن بينها 9 هي الأشد تعرضاً لهذه الأزمة هي البحرين والكويت وفلسطين وقطر والإمارات والسعودية وعمان ولبنان وإسرائيل.في تصريح له قبل يومين، أفاد منسق برنامج إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي د. وليد زيباري، بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعتزم رفع الطاقة الإجمالية لتحلية مياه البحر بنحو 40 % بحلول عام 2020 في إطار مساعيها لتلبية الطلب المتزايد على المياه الصالحة للشرب في المنطقة. وفي هذا السياق، دعا إلى «تشجيع التعاون الخليجي في بحث وتطوير متلازمة المياه والغذاء والطاقة، وإنشاء تحالفات لتشجيع الابتكار، وبناء قدرات صانعي السياسات ومأسسة نظم إدارة المعرفة الإقليمية»، مشيراً إلى أن «هذا النوع من الأمن غير تقليدي وينبغي التعامل معه بأسلوب علمي وتخطيط استراتيجي».يدعوني ذلك لاسترجاع كلمة هامة أوردتها الدكتورة ثريا العريض في معرض حديثها بالملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي، الذي استضافته البحرين في 3 إلى 5 نوفمبر الماضي، قالت فيها «قضية المياه حيوية كبيرة ولا بد من علاجها» مشيرة إلى أن «استمرار زيادة تحلية المياه في الخليج سيؤدي إلى زيادة الملوحة، والتي ستؤثر بدورها على الحياة البحرية، وسينعكس على النظام الغذائي البحري». من جانب آخر، نقف اليوم على مشارف حرب عالمية ثالثة قُرعت طبولها منذ زمن، ويبدو أن بعض الدول طربت لذلك وباتت تدندن بها في «استنزال» عظيم. وأذكر في هذا السياق سؤالاً طرحه في الملتقى نفسه د. فهد الشهابي أمين عام الملتقى، أشار فيه إلى «قضية الأمن المائي، وماذا لو خاضت دول الخليج العربي أي حرب محتملة؟»، معللاً أن «استهداف محطات المياه في الخليج سيكون كارثياً»، لاسيما أنه لا يوجد مخازن للمياه تحت الأرض ولا مصادر متجددة، وأن محطات تحلية المياه وتخزينها معروفة واستهدافها سيؤدي لموت الخليجيين عطشاً!!هواجس كهذه، في ظل ظروف إقليمية ودولية، تجعل بوم الخراب قابعاً في ديارنا لضمان استمرار أزماتنا وكوارثنا وحتى يجف الخليج بأسره!! فماذا نحن فاعلون؟! لحسن الطالع أن بات هناك اهتمام متزايد في الموضوع، وأن عدداً لا يستهان به من القامات الفكرية والثقافية الهامة في الخليج العربي أصبحت تقف على الأمن المائي على مستوى عالٍ من الجدية في الطرح والبحث، ولعل أهمها مؤخراً «منتدى التنمية الخليجي» الذي يسلط الضوء في لقائه الـ «36» الذي سيعقد في البحرين كذلك خلال نهاية الأسبوع الجاري، على موضوع «المياه والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون»، ولعل من الجدير أن نتفاءل خيراً بمخرجات هذا المنتدى لما يضمه من نخب أكاديمية بارزة، مثل د. عبدالخالق عبدالله، ود. هدى الدخيل، ود. محمد الرميحي «المنسق العام»، وآخرون.* اختلاج النبض:بعد أن كانت رمزاً للحياة والتجدد والكرم والعطاء، جفت عين عذاري إلى غير رجعة، فهل سيضع الخليج العربي خططاً موائمة لمشروع أمثل يضمن ألاَّ يتحول الخليج بأسره ذكرى متجددة لهذا الجفاف؟! فقدنا عين عذاري البحرينية، أتمنى ألا نفقد عين عذاري الخليجية.
Opinion
مشروع إحياء عين عذاري الخليجية
14 فبراير 2016