في الوقت الذي تحرص فيه الدول المتقدمة على تكريم روادها في شتى المجالات وتضعهم في مقدمة الصفوف بل ويذهب البعض من هذه الدول إلى إقامة النصب التذكارية لهؤلاء الرواد وإطلاق أسمائهم على الشوارع والمنشآت العامة تقديراً لعطائهم وإسهاماتهم في وضع أسس النهضة التنموية، تخرج علينا بعض الأصوات النشاز لتصف هؤلاء الرواد المتميزين بالحرس القديم دون مراعاة لمشاعر هؤلاء الرواد على اعتبار أن هذا الوصف لا يطلق إلا على الفئة الفاسدة التي تتسبب في تأخر مسيرة العمل التنموي في فترة ما من الزمن!وللأسف الشديد، إن هذا المصطلح المسيء بدأ يبرز بين الفينة والأخرى في وسطنا الرياضي ويمس العديد من الرجال الذين قدموا الكثير من التضحيات من أجل إبراز وجه الرياضة البحرينية سواء كانوا من الإداريين أو اللاعبين أو المدربين أو الإعلاميين الذين أرسوا قواعد المنظومة الرياضية البحرينية كل في مجال اختصاصه. السبب في ذلك هو أن من يحلو له استخدام ذلك المصطلح المسيء يريد أن يطمس التاريخ المضيء لأولئك الرواد ويبرز اجتهاداته الشخصية المبنية أساساً على قواعد ومجهودات أولئك الرواد في زمن لم تكن فيه الإمكانيات والتكنولوجيا حاضرة بمثل حضورها الحالي!كثير من الأمثلة الحية تثبت تجاهل رواد العمل الرياضي في مجتمعنا البحريني ولعل أبرزها تغييب هؤلاء الرواد عن التواجد في المناسبات الرياضية الرسمية والمسابقات الرياضية الكبرى، بل وحتى تغييبهم عن اللجان الاستشارية في الأندية والاتحادات الرياضية رغم ما تمر به هذه الأندية والاتحادات من تراجع إداري وميداني هو في أمس الحاجة للاستفادة من خبرات أولئك الرواد المغيبين عمداً!!نحن نؤمن إيماناً كاملاً بدورة الحياة وتعاقب الأجيال وبأن لكل زمان دولة ورجال وبأن مشعل الحياة يتناقله الأبناء عن الإباء ولكننا في ذات الوقت نؤمن بأن من لا أول له ليس له آخر. وعليه، فإن تقدير وتكريم الرواد واحترامهم واجب أدبي قبل أن يكون واجباً وطنياً وبأن وصفهم – ولو لمرة واحدة –بأوصاف مسيئة مثل «الحرس القديم» هو في حد ذاته نكران للجميل وإساءة للتاريخ.