لو لم يعرف الأمريكيون الأربعة أن جنسيتهم ستضعهم فوق القانون البحريني لما تجرؤوا على مخالفته وارتكاب مجموعة من الجرائم لا الجنح التي نص عليها قانون العقوبات البحريني.من أدخلهم البحرين من آواهم من ألبسهم العبايات من سهل لهم الدخول والخروج ضمن لهم عدم المساس بهم لأنهم «أمريكان»، أكد لهم أن البحرين لن تجرؤ على تطبيق قانونها عليهم، قال لهم لا تخافوا تعالوا وقولوا إنكم سواح، ماذا؟ تزوير في أوراق رسمية، لا يهم، معلومات مغلوطة، لا بأس، تعالوا وسندخلكم لمواقع الاضطرابات، ممنوع؟ لا عليكم، ماذا نفعل إن قبض علينا؟ كل ما عليكم أن تقولوا كلمة السر .. نحن أمريكان إنها افتح يا سمسم في البحرين. إن البحرين ليست كإيران حين دخل البحارة الأمريكان مياهها الإقليمية أوقفتهم وصورتهم وهم راكعون مرفوعي الأيدي وأذلتهم ومن ثم ساومت عليهم وفاوضت، ومن ثم أطلقت سراحهم، والأدهى شكرهم كيري على هذا الإذلال!! فأمريكا وغيرها الآن تذوب عشقاً في من يفرض إرادته وقوته ويحافظ على كرامته و يقدس قانونه وأنظمته فتحترمه مرغمة، ولا علاقة لهذا الموقف بصغر حجم البلد حتى لو كانت أصغر نقطة على الخارطة، فمكانة الدول تقاس بالموقف الذي تتخذه الدولة، لا بالكيلومتر الذي تحتله الدولة.البحرين ستعتذر لهم لأن رجال أمنها البواسل طبقوا عليهم القانون وألقوا القبض عليهم، ولولا أن الأمريكان هم من سيفضح الموضوع وسيكتبون هم وينشرون هم الحادثة لما علم أحد عنها هنا، لأن البحرين تحب «الستر».هذه هي الرسالة التي سيحملها الأربعة بعد عودتهم للقوافل التي تستعد للدخول لنا بجوازات سفر أمريكية وربما هناك جنسيات غربية أخرى ستنضم لهم فالأجواء «مشجعة»!! لن يقولوا عنا إنهم كرماء وأحسنوا معاملتنا وأطلقوا سراحنا رغم أننا ارتكبنا جرائم وجنح وفق قانونهم، بل سينقلون لزملائهم أن هذه البلد «مهيه» يمكنكم دخولها وارتكاب ما تشاؤون، ما عليكم سوى أن تقولوا كلمة «افتح يا سمسم أنا أمريكي»، وستفتح لكم الأبواب وتغادرون سلاماً سلاماً فقد كنتم كـ«أليس في بلد العجائب».متى نفهم أن تطبيق قانوننا لا يعني أننا برابرة وأننا متوحشون؟ متى نفهم أن العالم أياً كان أمريكياً هذا العالم أو أوربي أو آسيوي أو أفريقي لا يحترم من لا يحترم قانونه وأنظمته؟ بل ينظر له بازدراء، إن الرسالة التي أوصلناها أن الخلل في قانوننا لا في مخالفتهم، إن القانون البحريني قانون ظالم مجحف غير عادل، الرسالة التي أوصلناها أن أجهزتنا الأمنية ارتكبت خطأً حين طبقت القانون، إن محاكمنا وأنظمتنا العدلية لا تصلح «للأوادم» «مثلكم وشراوكم» بل تصلح فقط «للأوباش».قرار كهذا الذي أمر بإبعادهم لابد أن ينظر لجميع أبعاده لا لبعد واحد فقط.متى نتعلم التفاوض؟ متى نتدارس مع بعضنا البعض كيف نستفيد من هكذا موقف لصالح البحرين أقصى استفادة؟ أخيراً هناك عشرات الآلاف من الأجانب أمريكيين وغير أمريكيين يعيشون على أرض البحرين يحترمون قوانيننا ويحترمون أنظمتنا ويلتزمون بها وأجزم أن معظمهم لا يريد أن يغادر البحرين لأنهم يرون في شعبها وفي أنظمتها وفي قوانينها ما يؤمن لهم ولغيرهم وللبحرينيين كل وسائل الأمن والاطمئنان، هؤلاء نكن لهم كل التقدير واحترامهم واجب، ولنا منهم أصدقاء ومعارف وليس بيننا وبينهم إلا كل الحب والود.ما ندعو له لا علاقة له بجنسية المخالفين للأنظمة والقوانين، بل الأمر يتعلق بالاحترام والكرامة والسيادة والأمن الوطني تلك أمور ربما لم تخطر على بال من أبعدهم دون محاكمة.