إساءة استغلال البعض لأجواء الانفتاح والحرية التي تتمتع بها المملكة أمر اعتدنا عليه وليس بغريب علينا، فهم في نهاية الأمر مواطنون ولكنهم شذوا عن الطريق السوي ونسأل الله أن يعودوا إلى رشدهم، ولكن أن يقوم بعض الأجانب بكل جرأة بالدخول إلى بلدنا والمشاركة في أعمال شغب مع فئة خرجت عن القانون، فهذا أمر لا ينبغي السكوت عنه أبداً.هؤلاء الأجانب وهم أمريكيون أخذتهم العزة بالإثم وظنوا أنهم غير قابلين للمساس، وأن لا أحد يستطيع منعهم من أي شيء، فلجأووا إلى الدخول إلى البلاد بالطريقة «الأسرع» كسائحين، ولكن نواياهم ليست السياحة، بل المشاركة في التخريب وأعمال الشغب، عبر تصوير تلك الأعمال وإجراء اللقاءات مع المخربين، وبث تقاريرهم «ذات العين الواحدة»، والتي لم يراعوا فيها أساسيات العمل الإعلامي ومبادئه العامة.البحرين ليست منغلقة على أحد، ولا تغلق أبوابها في وجه أحد، ولكن هناك نظام للدولة يجب أن يحترم، ومن هذا النظام أن من يريد مزاولة أي نشاط فلابد أن يستخرج تصريح لمزاولته من الجهات المعنية في البلاد، ولكن أن يأتي الشخص ويزاول نشاطه دون تصريح فهذا لن تقبل به أي دولة، مهما علا اسمها وكبر شأنها في مجال الحريات والحقوق والديمقراطيات، لذلك فإن البحرين دولة قانون ونظام، وليست «براحة» لمثل هؤلاء الذين لا هم لهم سوى تعكير صفو مجتمعنا.منظمة «مراسلون بلا حدود» وكعادتها حثت في بيان لها على إطلاق سراح هؤلاء الذين أسمتهم بـ «المراسلين»! عفواً أيتها المنظمة، فهؤلاء المراسلون ارتكبوا عملاً مخالفاً لقوانين الدولة وهذا قلة احترام منهم للبلاد، فهل ترضين بقلة الاحترام هذه؟ إن مزاولة العمل الإعلامي ليس محرماً في البحرين ولكن وفق ضوابط ومنها استخراج تصريح من الدولة، وإلا اعتبر مزاولة هذا العمل غير مشروع، واسأل هنا هذه المنظمة ومقرها في فرنسا، هل استصدرتم تصاريح لمزاولة عملكم من الحكومة الفرنسية؟! أم أنكم عملتم هكذا بدون تصريح أو موافقة الجهات المعنية في باريس؟!هؤلاء المراسلون من مجرد دخولهم البلاد بمثل هذه الطريقة، ومزاولة عملا دون تصريح، نستطيع أن نعرف نواياهم بسهولة، فهم لم يأتوا لخير هذا الوطن، بل للتأجيج وبث تقارير إعلامية من وجهة نظر أحادية الجانب، لزعزعة امن واستقرار البلد والتجني عليه، بمساعدات داخلية من فئة خارجة عن القانون، وهذا يكشف معدن هؤلاء المراسلين الذين يعلمون جيداً أنهم يحتاجون لتصريح من الدولة لمزاولة عملهم، وإلا اعتبر سلوكهم غير قانوني، وهذا يدفعني إلى التأكيد على ـن ما اقدموا عليه من تصرف يؤكد أنهم لم يقوموا بذلك تطوعاً، أو حباً في تلك الفئة الخارجة عن القانون، وإنما من أجل الأموال، فهناك من يدفع لهم حتى يأتون إلى البحرين ويقومون بمثل ما قاموا به، ولو كان الأمر مجرد الدفاع عن الحريات والحقوق كما يزعمون فلن يأتوا أبداً.هذا هو الإعلام المأجور، ومن يدافع عن هذه النوعية من الإعلاميين فهو إذن مثلهم، فالموضوع لا يتعلق بالحرية والديمقراطية التي تحترم وجهات النظر المختلفة والرأي والرأي الآخر، وإذا كانت الحرية ثمنها تعطيل سير الحياة الطبيعية فهذا إجرام وتعدٍ على حقوق الآخرين، وينبغي على الدولة ألا تترك مثل هذه الثغرات لمن يأتي لبلدنا ويحاول قلب الحقائق وتزييفها أو النظر بعين واحدة، فالبحرين لا ترحب بهم، وعليهم أن يجدوا مكاناً آخر ليزاولوا فيه ألاعيبهم الإعلامية وضحكهم على ذقون السذج وليس على شعب ذي وعي، يعرف جيداً النوايا الخبيثة لأفراد ومنظمات داخل وخارج البحرين وأن هدفها النيل من مكتسبات هذا الوطن، ولن يستطيعوا ذلك بإذن الله، فللبحرين إله قادر سبحانه على حمايتها، ولهذا الوطن شعب وفي مخلص لأرضه وقيادته، وعين ساهرة من رجال أمنها المخلصين الذين لا يتوانون عن تقديم أرواحهم فداء لهذه الأرض العزيزة، لذلك هؤلاء من يدعون أنهم إعلاميون لم ولن يفعلوا شيئاً سوى جني المزيد من الفشل المتراكم، فمبروك لهم ذلك.
Opinion
هكذا يكون الإعلام مأجوراً!!
19 فبراير 2016