في كل مرة يترقب المواطنون من مجلس النواب أن يقف إلى جانبهم ويتناول قضاياهم التي تعنى بتحسين معيشتهم وغيرها من القضايا الحساسة يوم الثلاثاء في جلسة النواب المعهودة، وإذا بهم يسمعون كل أسبوع قصة مؤلمة أو مضحكة أو محزنة. فمرة تتأجل الجلسة لأن النصاب لم يكتمل بسبب بعض النواب «.....»، ومرات «يتناجرون ويتهاوشون» فيما بينهم على أتفه الأسباب، ولولا تدخل بعض النواب لفك النزاع لوصلت قضاياهم إلى باب «المخفر»، وفي بعض الأحيان يتناولون قضايا سطحية وتافهة، وفي أحيان قليلة يقدمون بلاغات ضد المواطنين الذين ينتقدون أداءهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ففي كل أسبوع لهم قضية أو مصيبة، أمَّا قضية المواطن فهي آخر اهتماماتهم.ما هكذا تورد الإبل أيها النواب الأعزاء، فأنتم اليوم أمام مسؤوليات كبيرة، والعالم كل العالم يقرأ ويطلع على نقاشاتكم وسجالاتكم العقيمة بشكل مباشر عبر وسائل الإعلام الحديثة والسريعة، ولهذا ينبغي على البعض منكم أن «يركدوا» فيما يذهبون إليه وما يتبنونه من أفكار ومطارحات وسلوكيات تحت قبة البرلمان، فبعضكم اليوم أصبحوا في ألسن الناس كالعلكة التي تتناولها الأفواه من دون أن يشعروا إلى وضعهم الذي بات تحت المجهر الإعلامي والمجتمعي، ولهذا يجب أن تنصتوا لصوت المواطنين، وأن تقفوا مع مطالبهم في القضايا التي تتعلق بتقرير مصيرهم ومستقبلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، مع علمنا التام بأن هنالك من النواب من لا يعرف ولن يعرف كيف تُدار الأمور في هذا البلد، وهم أقل من أن يدركوا كيف تشرع القوانين وتسن الأنظمة والتشريعات بالطريقة الحرفية، لأنهم تعودوا أن يعملوا على «البركة»، وليس وفق الأدوات الدستورية المتاحة، ولهذا فإنهم لن يستطيعوا مقارعة السلطة التنفيذية ومحاكاتها في سبيل الوصول معها لصِيغٍ توافقية أو غيرها لتحسين الوضعية الرقابية، والتي هي من صميم عمل المجلس النيابي.نحن بطبيعة الحال، لا نريد ولا نحبذ أبداً أن نشمل كافة الإخوة النواب بهذه النعوتات القاسية، كما إننا ضد التعميم، لكن نحن نتحدث في الغالب الأعم، سواء كان ذلك الحكم نابع من ممارسات بعض الإخوة النواب أو مما نشاهده من شطحات غريبة عبر جلساتهم، وهذا الأمر يسيء بطبيعة الحال إلى المجلس كل المجلس، بغض النظر عن كل من تنطبق عليه هذه الصفات أو لا تنطبق، إذ أن عمل المجلس لا يتجزأ ولا يتقسَّم، بل يظل العمل النيابي تحت قبة البرلمان عملاً واحداً متكاملاً، وسواء كان صالحاً أو فاسداً، ومن هنا وجب على العقلاء من إخواننا النواب توجيه النصح لمن لا يجيدون قواعد اللعبة البرلمانية منهم، ولا يفهمون أخلاقياتها، وإلا سوف تُعمم أحكام المجتمع الحادة على كافة النواب، لأن الساكت عن الأخطاء القاتلة يعتبر شريكاً فيها معهم أيضاً، وهذه نصيحتنا الأخوية لكل نائب يحب أن يعمل بطريقة محترمة من أجل الوطن والمواطنين.
Opinion
نصيحتنا لإخواننا النواب
20 فبراير 2016