فارق كبير بين الإجراءات التي تتخذها البحرين بحق من يسيئون لها، عن كثير من الدول الغربية وحتى العربية لو تعرضوا للإساءة بمثل الطريقة والنوع والأسلوب. عتبنا كان على الدولة بأنها حتى في تطبيق القوانين تراعي الجوانب الإنسانية، وفي هذا الجانب تختلف المدارس القانونية وحتى الحقوقية، فالسواد الأعظم يرى في عدم تطبيق القوانين بحذافيرها ونصوصها الصماء المكتوبة «مخالفة» للقانون نفسه. لكن البحرين «المتهمة» دائماً في ملف حقوق الإنسان، من قبل «دكاكين» مشكوك في مصادر تمويلها وأجنداتها الخفية، دائماً ما تقدم عبر تطبيقاتها العملية على الأرض الأدلة الدامغة التي لا تقبل الشك بشأن «السقف العالي والمرتفع» لاحترام حقوق الإنسان. طبعاً دعكم من كارهي البحرين من انقلابيين ومغرضين، فمفهوم حقوق الإنسان لديهم يتمثل بأن على البحرين أن تقبل بتطاول أشخاص وتكتلات ولائهم صارخ وواضح وفاضح لإيران على النظام البحريني والعائلة المالكة ورموز البلد. معيارهم لحقوق الإنسان يقوم على أن البحرين يجب أن تعطل قوانينها، تجمد عمل قوات أمنها، تقبل بأن يتحول المجتمع لغابة، وأن تسمح لكل أنواع المسيرات والتجمعات دون اعتراض، حتى لو تم احتلال الشوارع وإغلاقها وقطعها، أو تم اقتحام المجمعات والبيوت. هؤلاء لا يتحدثون عن حقوق إنسان، بل هم يريدون حقوقاً لأناس يعيشون في الغاب، يفترس القوي الضعيف، وتتحكم الغوغاء عبر تجمعاتها وتصنيفاتها في مصائر البشر. البحرين بإجراءاتها تدحض كل هذه الادعاءات، سواء من جمعيات دولية «ترى بعين واحدة»، أو جمعيات بالداخل هي أصلاً «أعمدة الانقلاب» على النظام البحريني، أو إعلام أصفر أعور يطمس كل منجزات البحرين ومشروع جلالة الملك الإصلاحي ويبرز في المقابل كل ما يسيء للبلد، بل ويمجد فيمن يشتم البحرين ويعمل ضدها. من غير ملك البحرين طلب واستدعى لجنة دولية لتقصي الحقائق في أحداث 2011، رغم أن ما حصل انقلاب على شرعية النظام الحاكم، وإساءات شنيعة طالت جلالته نفسه؟! من غير ملكنا فعل ذلك؟! هل فعلها أوباما وقبله بوش في شأن انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الصارخ في معتقل غوانتنامو؟! أم فعلها خليفة «الخميني» خامنئي إيران في شأن مجازر القتل والتعذيب في إيران؟! بل ملكنا هو الحاكم الوحيد الذي سامح من أساء له، ولم ينتقم ولم يأخذ حقه بالقانون. فمن فعلها غيره؟!وفي الحادثة الأخيرة المعنية بشأن الإعلاميين الأمريكيين المتسللين الذين تعاملوا بأساليب «الجواسيس» مع البحرين، ماذا فعلت دولتنا بهم؟! وماذا طبقت من نظام عليهم؟!البحرين أفرجت عنهم، وعاملتهم معاملة إنسانية رفيعة المستوى، وخذوا الكلام من الأمريكيين الأربعة أنفسهم. وقلنا لو كانت الحادثة معكوسة وحصلت في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، هل كانت ستتعامل مع هؤلاء الإعلاميين مثلما فعلت البحرين؟!أنتم فقط انظروا لإجراءات دخول الولايات المتحدة من مطاراتها ومنافذها، وكيف مازالت حالة استهداف العرب من بعد الحادي عشر من سبتمبر مستمرة، كيف يمكن بسهولة «بهدلة» أي عربي فقط على اسمه وشكله، دون أي أدلة، فقط للاشتباه. والله لو حصلت نفس الحادثة لما خرج الإعلاميون منها، ولتم اعتبارهم جواسيس، لا إعلاميين كذبوا بشأن دخولهم البلاد وادعوا أنهم سياح. والمخجل أن بعض الجمعيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مازالت تتعامل مع البحرين بأسلوب «أعور العين» و«أعمى البصيرة» و«ميت الضمير»، فكيف نحترم جمعيات ترفع شعارات إنسانية كعناوين لها تدافع عنهم، في حين أنها لا بياناتها ولا تصريحاتها تتضمن «الإنصاف» ولا «العدالة» ولا مراعاة لحقوق الإنسان بالأخص في جانب المتضررين الحقيقيين. تتباكى جمعيات على حقوق الأمريكيين الأربعة رغم أنهم عوملوا أحسن معاملة وتم الإفراج عنهم والتواصل مع سفارة بلادهم، في حين تطمس وتتجاهل الحقيقة الأساسية بأنهم دخلوا البحرين باستخدام «الكذب والخداع»، وأنهم شاركوا في مظاهرات ضد النظام، وأن أحدهم ناور رجال الأمن وحاول الهرب وهو يخفي وجهه حاله كحال المشاركين في المظاهرة والتصادمات مع رجال الأمن. حتى الإعلامي الممارس لهذه المهنة، والذي نرفض أن يتم التضييق عليه، هو شخص عليه واجبات، بل ضروري أن يلتزم بالقوانين والأنظمة، وإن أخطأ فإن أكبر «هرطقة» وأعظم «مهزلة» بأن نبرر له الخطأ ونقول إنه إعلامي يجب أن تكون له حريته المهنية المكفولة. لكن ماذا إن تجاوز القانون، فهل نقبل بأنه فوق القانون؟! وإن قبلنا فإن هذا هو «الانتهاك الصارخ» لحقوق البشر الآخرين. لا نحتاج لأحد من الخارج يعلم البحرين حقوق الإنسان، سجل البحرين أنصع من الدول التي تتفلسف علينا في هذا الجانب، لا الأمريكيين أصحاب «العار الإنساني» في غوانتنامو وأبوغريب وقبلها في فيتنام والجريمة البشرية الكبرى في هيروشيما وناجازاكي لهم الحق في توجيه الكلام لنا، أنتم أصحاب التاريخ الأسود الذي بدأ بإبادة الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين. ولا حق حتى لإيران الساقطة في مستنقع جرائم البشر، ولا أذيالها ولا عملائها للتقول على البحرين ومطالبتها بأمور هم لا يملكونها، في المقابل تملكها البحرين وتعمل بها بوضوح، ولا يراها إلا «العمي» و«العملاء» والكارهون.أقسم بالله لو كان هؤلاء الإعلاميون في أمريكا لعوملوا على أنهم «جواسيس»، ولو كان في إيران «لأعدموا» بلا تردد. نحمد الله بأنها البحرين، بلد حقوق الإنسان، وبلد التسامح الذي يضرب أقوى أمثلته رمز البلد الأول جلالة الملك حفظه الله.