يبقى الوطن هو الأرض والكيان لأي شخص على هذا الكوكب، فمنه تعلم وترعرع وأصبح اليوم على ما هو عليه، لا يمكن أن يغفل أي مواطن مهما كان مذهبه أو طائفته ما قام به الوطن باحتضانه ورعايته على المستوى الصحي والتعليمي، إلى أن وفر له أعلى سبل الأمن والأمان.كلام من القلب، جميعنا يعلم أن البحرين سبقت الكثير من الدول العالمية في مستويات التنمية البشرية وأكثر من مرة يتم الإعلان فيها عن أن المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، ونحن ندرك بأن هذا التقدم لم يحدث لولا تكاتف الجميع من مواطنين وحكومة وقيادة رشيدة، كما إن الرعاية التي حظي بها المواطن البحريني لم تكن يوماً ما رعاية مقابل مادي، بل جاءت إدراكاً لأهمية العنصر البشري في بناء ونهضة الوطن.أيضاً، أن الدولة عملت على العديد من المشاريع ذات الصلة بالخدمات وتهيئة جميع الأجواء التي من شأنها أن يحظى المواطن بالرفاهية التي تحسدنا الدول الغربية عليها، فهي ثقافة تربى عليها الأجيال ويتعلمون منها، وخاصة أن الدول المتقدمة لا تقدم تلك الخدمات الأساسية لنهضتها مجاناً! المواطن اليوم يحظى باهتمام وتقدير لا سيما على صعيد الرعاية الأساسية، إلا أنه في الفترة الأخيرة استحدثت بعض الأصوات التي تشكك في هذا، بل أصبح البعض يأخذ تلك الأمور بمنحى غير التي جاءت به، فالدولة قامت بمجموعة من التدابير لحفظ مجموعة من المكتسبات الأساسية كالصحة والتعليم والأمن.إذاً الحديث الذي يظهر كل يوم حول ارتفاع أسعار البترول يتطلب منا النظر بعين واسعة وليست ضيقة، خاصة ونحن ندرك أن هبوط أسعار النفط وتأثيره على المنطقة، إلا أن هذا الأمر يمكن تداركه منذ البداية من قبل مجلس النواب «الموقر»، من خلال التعاطي مع الحكومة برؤية مستقبلية تضمن وتحافظ على هذه المكتسبات، بغض النظر عما سيكون، فالمواطن البحريني هو جزء من أي قرار تصدره الدولة، لأن تلك القرارات هي التي تمس المواطن بشكل مباشر، ومن المفترض أن يناقش النواب الآن الرؤية المستقبلية ومنها تعويض المواطن عن سعر البترول بالتزامن مع ارتفاع سعر النفط بالمستقبل، وليس من خلال استجوابات لا تهدف إلا لاستعطاف مشاعر المواطنين.لا يقف الأمر عند هذا الحد، فإن الوطن في الوقت الحالي يواجه مجموعة كبيرة من الأزمات، وعلى المواطن، أن يقف اليوم مع الوطن بكل تدابيره، وكل إمكانياته، لن اكون متشائم، ولكن الواقع يحتم علينا أن نعرف أن أزمة المملكة 2011 كانت بداية المشوار في مكافحة البحرين مع أشقائها للإرهاب بجميع أشكاله ومخططاته، وبالفعل اليوم تخوض المملكة حروباً على الصعيد الداخلي والخارجي، وذلك للدفاع عن هذا الوطن وحفظ مكتسباته، وعلى رأسها المواطن نفسه.وعليه نصل إلى استنتاج في غاية الأهمية، أن البحرين وأشقائها يخوضون اليوم معركة شرسة ضد الإرهاب، ومعركة ضد مخططات كبرى تستهدف تلك المكتسبات والوطن وثرواته، وعلى المواطن أن يستوعب أن الوقت ليس وقت أن نعلن فيه تفرقنا بل تكاتفنا ووحدتنا، وأن المطالبة بتعديل الوضع يحتاج منا أن نستدرك حل المشكلات بشكل عقلاني، ولا نعتقد بأن الرفاهية أن تستملك منزلاً بل الرفاهية اليوم بأن يكون لك وطناً.