في البداية أحب أن أرفع أجمل التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، على منح سموه جائزة «شعلة السلام» لدوره البارز في العمل الإنساني لدعم السلام وتوثيق العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم، وهذه الجائزة تعكس أهداف وجهود سموه في هذا المجال، حفظ الله سمو الأمير وأدام عليه الصحة والعافية وأنعم الله على بلادنا الأمن والسلام والاستقرار.كنت أتمنى أن أكون مع المواطنين الذين التقوا منذ أيام وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حفظه الله وأعانه على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، فمع استتباب الأمن يتحقق كل شيء، تمنيت أن أستمع لخطابه مباشرة، وأسجل لحظة بلحظة كلماته وقوة خطابة وتعابيره المختلفة التي تعكس وطنية هذا الرجل المخلص من حرارة وقوة كلماته، وحبه لتراب هذا الوطن العربي المسلم التي تعكس أفعاله، فقد كان خطابه سلسلة مترابطة تعبر عن الانتماء والهوية والوطنية.خطاب معالي وزير الداخلية هي خطوط عريضة صريحة للوطني الحق، صاحب الهوية البحرينية، ليس صاحب الهوية المزدوجة، فهوية البحريني والإيراني معاً «ما تركب»، فالازدواجية في الهوية والشخصية والعقيدة، تذكرنا بمنافقي المدينة المنورة الذين كانوا يؤمنون بالنبي عليه الصلاة والسلام أول النهار ويكفرون به آخره، هؤلاء لا يمكن أن يقبلهم الإسلام ولا يمكنهم التحايل على الله ونبيه، وكذلك البعض، منهم من يزعم أن ولاءه للبحرين وهو أول المفسدين والخارجين عن القانون بإرهابهم، هؤلاء لا يمكن أن يتقبلهم المجتمع البحريني، وحتى المجتمع الإيراني لا يمكن أن يتقبل الانقلابيين مزدوجي الهوية، فهم ليسوا إلا أخشاب عسكرية يحركونها وفقاً لخططهم وعندما تنتهي مهمتهم الإرهابية، تحترق هذه الأخشاب كأنهم لم يكونوا أبداً. رسالة معالي الوزير واضحة ونحن نؤيد ما جاء على لسانه «إن هؤلاء لم يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية، ولا يمكن أن يكونوا شركاء في بناء مستقبل الوطن، إن الأحق بذلك هم الشخصيات الوطنية التي تضع مصلحة البحرين فوق كل اعتبار بقيادة جلالة الملك المفدى».وفي سياق الحديث عن الوطني والوطنية، من هو الوطني وما هو مفهوم الوطنية؟ الوطني كما جاء في قاموس «أكسفورد» الإنجليزي، هو شخص يدعم بلاده بقوة، ومستعد للدفاع عنها من الأعداء أو المنتقصين منها، أما موسوعة «ستانفورد» للفلسفة أوردت ما وصفته بالتعريف القياسي للوطنية وهو حب المرء لبلاده، ويتضمن التعريف عاطفة أو تعلق وجداني بالبلد، وقلق واهتمام خاص برفاهية وخير البلد، والإحساس بهوية خاصة مع البلد، والاستعداد لتقديم التضحيات لتعزيز مصالح البلد، فهذه التعاريف شاملة، وتتناسب مع كل وطني محب لوطنه أينما يكون، فالوطني الأمريكي يحب وطنه أمريكا، والوطني السعودي يحب وطنه السعودية، والوطني الألماني يحب وطنه ألمانيا، والوطني البحريني يحب وطنه البحرين، ولا يمكن أن يكون الوطني البحريني وطنياً أيضاً لإيران في الوقت نفسه.