أحب أن أسرد هنا تجارب متعددة لنجاحات جميلة تمر بي بين الفينة والأخرى.. مساحة اليوم أخصصها للحديث عن تجربة جميلة للجنة الأنشطة الاجتماعية بالمؤسسة الخيرية الملكية، حيث انتهت منذ فترة وجيزة الدورة الخاصة باللجنة والتي كنت عضواً فيها بمشاركة لفيف من الإخوة والأخوات الأعزاء..فكرة لجنة الأنشطة الاجتماعية قد تكون موجودة في أغلب المؤسسات والشركات التي تحرص على توثيق العلاقات بين موظفيها وكسر الحواجز وتغيير روتين العمل، ولكن الجديد في لجنة الأنشطة الاجتماعية بالخيرية الملكية، أن فكرة تنفيذ أنشطتها قد خرجت عن إطار المألوف والتزمت بقيم الإبداع والمهنية وحسن تنفيذ البرامج الاجتماعية.. ولعلي خلال هذه الوقفة أسرد مجموعة من الرسائل التي رصدتها بعد هذه التجربة المثرية..* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك، سره الله عز وجل يوم القيامة». وقال عليه الصلاة والسلام: «إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرج عنه غماً، أو يقضي عنه ديناً، أو يطعمه من جوع». ويقول أحد المفكرين: أعظم سعادة جربتها، هي أن أفعل الفعل الطيب خفية، ثم أراه يظهر صدقة. وقال آخر: بعض الناس ينشرون السعادة أينما ذهبوا، وبعضهم ينشرونها كلما فارقونا وذهبوا.لقد وضعنا في بداية رسم خارطة العمل المبدأ الرئيس الذي سنبني عليه استراتيجية العمل في الأنشطة الاجتماعية، فاتفقنا على نشر السعادة وإدخال السرور في نفوس جميع الموظفين.. وأن تصل برامجنا إلى كل موظف في المؤسسة، وهذا ما حققناه بصورة واضحة من خلال فرحة الموظفين وسرورهم بكل فكرة جديدة يجدونها في الصباح الباكر على مكتبهم.* الدعم والتقدير والتشجيع والثقة التي حظيت بها اللجنة من إدارة المؤسسة وعلى رأسها الأمين العام ونائبه وجميع الموظفين، الأمر الذي أعطى اللجنة المرونة والسلاسة في تنفيذ البرامج الجديدة.* أسلوب «التفويض الفاعل» والعمل الفريقي، وأسلوب «الإنجاز الشخصي» من خلال تحمل كل عضو نجاح مشروعه الذي كلف به، فهو يديره ويشرف عليه ويوزع المهام.. مع المتابعة وسد الثغرات من الآخرين، ومن ثم تقييم التجربة، حتى وإن وقعت عدة أخطاء، يستفاد منها في البرامج القادمة.* الابتعاد عن التلاوم وتصيد الأخطاء على عمل أي شخص، وتقييم العمل بأسلوب إداري راق، فكل عضو يسد أي ثغرات، ويصحح الخلل، من أجل تحقيق النجاح باسم الفريق في نهاية المطاف.* المحافظة على وقت العمل بما يضمن نجاح البرامج، ففريق العمل الناجح هو من يستطيع أن ينفذ البرنامج بأقل وقت ممكن وفقا لخبرته وتجربته وعلاقاته.. فنفذت أغلب البرامج بأسلوب إداري بسيط وبإتقان عال.* لا فرق في الفريق بين المسؤول والعضو، فالكل يعمل من أجل تحقيق الأهداف الاجتماعية الخاصة بالموظفين.. والجميل أن اللجنة جمعت عدة مناصب إدارية في المؤسسة، اجتمعت من أجل تحقيق أهداف إنسانية نبيلة.. تبث من خلالها السعادة والبشر.* استطعنا أن نعزز مفاهيم «العمل التطوعي» الذي يبنى على حب الأجر، وعمل الخير، ورسم الابتسامة، وتفريج الكربات.. فقد قضى أعضاء اللجنة ساعات تطوعية لإكمال «رسائل السعادة» التي كتبنا الكثير منها طيلة فترة عملنا في اللجنة.* التجانس بين أعضاء الفريق والروح المرحة والتفاهم والتآلف، صفات مهمة كانت من أهم أسباب النجاح، وهي صفات قد لا تتوافر في العديد من الإدارات والأقسام نظرًا لطبيعة التكوين الإداري لها، على عكس هذه اللجان فهي تبنى على «تفاهم الصداقات» التي تؤصل لمبادىء النجاح الفريقي.* الاحترام المتبادل والكلمة الطيبة في التعامل الإداري، وحسن التصرف في المواقف المختلفة التي قد تسبب الإحباط!! فاتفاقنا على أن نبني تعاملنا مع الآخرين بروح مرنة تقدر جميع الأطراف التي نتعامل معها.. وإن لم ينجزوا أعمالنا!!* قمة السعادة والنجاح عندما رصدنا إنجازاتنا في تلك الصور الجميلة في كتاب يمثل العطاء الاجتماعي التطوعي لمجموعة من موظفي «الخيرية الملكية» الذين بذلوا الخير من أجل مؤسستهم الجميلة.. ومن أجل وطنهم الحبيب.. ليكون بصمة عطاء تتأمل جمالها السنوات المتعاقبة..* شكرًا للجنتي الحبيبة.. فقد أحببت العمل معكم.. وأحببت العطاء الأجمل لنشر الخير والحب والأمل في كل النفوس المتعطشة لأجر الآخرة.. شكراً لهاني وعلي وأحمد، وإيمان وإيمان ونوف.. * همسة:في أكثر من مناسبة جمعتني مع أناس أحباب أعتز بآرائهم وصحبتهم في دروب الحياة، ومن المتابعين لسلسلة مقالاتي.. تبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل أضحت مقالاتنا تجلب الهم لدرجة أننا لا نقوى على قراءة السطور الأولى منها؟ ويا ترى كيف نستطيع أن نغير وتيرة سطور المقالات لتخاطب النفوس والمشاعر وكيان الذات؟ من هنا سلكت المسار الآخر البعيد عن شؤون «السياسة المتعبة»، والصراعات العالمية والإرهاصات الناتجة من التحولات الحياتية المتسارعة.. لذا وجدت الخطاب النفسي وأسلوب خطاب المشاعر وتوثيق تجارب الحياة، هي المنهجية المثلى في هذه المساحة البسيطة لكي أوصل «رسائل حب» توثق التجارب وتنشر المحبة وتصحح المسار.