ما الفرق بين التضاد والتناقض؟ التضاد يكون في الأفعال أما التناقض فيكون في الأقوال وأنا برأيي المتواضع أن هناك بعض المواطنين في البحرين يعيشون حالة من التضاد والتناقض في نفس الوقت!فعلى سبيل المثال، عندما تنصب إحدى الدول شاباً على أحد المؤسسات يتناقل بعض أفراد الشعب البحريني رسائل «مسجات» الإعجاب بهذا الفعل، والإشادة بإتاحة الفرص للطاقات الشبابية لتولي الحقائب الوزارية، ولكن عندما تقوم الدولة عندنا بتوظيف شاب على حقيبة وزارية معينة يبدأ اللغط والقول «هذا إلا ياهل ما يفهم شيئاً! هذا صغير والشغل مطلوب له تراكم خبرات!»، وفي مثال آخر لو كلف شخص بإدارة مؤسسة وهو متدرج بالعمل بها سيقولون «هذا إلا كان موظفاً عادياً شلون صار وزيراً!»، وإذا هبط مسؤول من الفضاء الخارجي ليتولى هذا المنصب على الرغم من أنه لم يعمل بالمكان مسبقاً سيقولون «هذا جاي بواسطة» أو «ليش هذا الشخص؟ ليش ما حطو واحداً من نفس المؤسسة!».وفي مثال آخر منفصل، إذا طبقت الدولة أي قرار قامت به إحدى الدول الخليجية سيقولون إن دولتنا تقلد الدول الأخرى، وإذا قامت الدولة بعدم اتباع بعض القرارات المطبقة في باقي دول الخليج العربية قالوا «خل يتعلمون منهم، دولتنا متأخرة».للأمانة ومن خلال متابعة حثيثة للرأي العام البحريني أجده في بعض الأحيان رأي عام متضاداً ومتناقضاً ومتخبطاً.. حيث إن بعض أفراد الشعب وكما ذكرت مسبقاً صعب إرضائهم، ولا توجد مؤشرات واضحة لقياس الرضا عندهم. وعلى الرغم من تناقض وتضاد بعض أفراد الشعب البحريني إلا أن الشعب البحريني يظل شعباً طيباً وأصيلاً فعلى الرغم من كل هذا التناقض إلا أن محبة الوطن والناس صفة فطرية في قلوب كل البحرينيين. ترى أحدهم ينتقد ويبدي امتعاضه من أمر ما، وسرعان ما يهدأ ويبدأ بحمد الله على نعمة الأمن والأمان والاستقرار. هذا التناقض قد يكون «سمة» من سمات بعض أفراد الشعب البحريني لعدم وجود خطط واضحة يفقهها المواطن، أو لربما تكون ناتجة عن رغبة حقيقية لدى المواطن البحريني في تطوير المجتمع، فالمواطن البحريني حريص كل الحرص على أن يكون شريكاً أساسياً في التنمية ولكن يجب أن نقف هنا ونتذكر أن الشراكة ليست بوضع قدم على أخرى وتوجيه الانتقاد فقط، الشراكة الفعلية هي أن تضع يدك بيد الآخرين وتشارك فعلياً لكي تساهم في تطوير المجتمع.