بدأت الإدارة العامة للمرور بتثبيت الكاميرات الخاصة بملاحقة المخالفين في كل الشوارع الرئيسة في البحرين، فبين كل كاميرا وكاميرا نجد كاميرا أخرى، وهذا الأمر أصبح ضرورياً للغاية في سبيل تضييق الخناق على كل من يعتقد أن الشوارع العامة هي عبارة عن حلبة لسباق «الفورمولا 1»، حيث قضى الكثير من شبابنا زهرات أعمارهم في حوادث مؤسفة بسبب السرعة الزائدة في الشوارع العامة، لكن ما نود تناوله هنا، هو أن الشوارع العامة ليست هي كل البحرين، فالبحرين مدن وقرى وشوارع فرعية وغيرها الكثير، وعلى هذا الأساس وجب تنويه الإدارة العامة للمرور على ضرورة وضع بقية المناطق في حسبانها ومن ضمن خططها.نحن نقصد من وراء هذا الكلام، هو اختفاء المراقبة المرورية في الكثير من مناطق البحرين، حيث لا مراقبة هناك ولا مخالفة يمكن أن تُعطى للمخالفين داخل المناطق التي لا يمكن أن يصل إليها رجال المرور وكاميراتهم، والسؤال هنا، ما هي البدائل المقترحة من طرف الجهات المختصة لهذه المناطق المعزولة عن أعين رجال المرور فيما يتعلق بضبط المخالفين؟ما يدفعنا لفتح هذه التساؤلات عن المناطق المغلقة عن أعين الإدارة العامة للمرور هو حجم المخالفات التي نشاهدها ومدى خطورتها داخل المناطق السكنية فيها، خصوصاً في قلب المنامة كالقضيبية والحورة وبعض ضواحيها، إضافة لمدينتي عيسى وحمد والكثير من القرى البحرينية التي باتت مسرحاً لبعض المتهورين الذين لا يراعون أبسط القواعد المرورية والأخلاقية أثناء قيادتهم للمركبات أو حتى للدراجات النارية العادية وذات الدفع الرباعي التي يمنع استخدامها في الطرقات العامة.بسبب الكاميرات المرورية المنصوبة على كافة الطرق العامة في البلاد، بدأ المخالفون للأنظمة المرورية باستخدام شوارع ومناطق بديلة كمسرح للمخالفات لأنهم أدركوا أن لا كاميرات ولا رجال مرور يمكن أن ترصد سلوكياتهم الخاطئة. هناك حيث «التفحيط» والسرعة الجنونية وسواقة الدرجات النارية التي لا تحمل أرقاماً أصلاً بطريقة متهورة وعدم الالتزام ببقية الأنظمة الخاصة بسلامة مستخدمي الطرق، كلها مشاهدات يومية يمكن أن يرصدها كل من يمر في تلكم المناطق المعزولة عن أعين المرور، مما يعرض أهلها للكثير من المخاطر التي يمكن أن يسببها بعض المخالفين، خاصة من الشباب والمراهقين الذين لا يخضعون للرقابة الأسرية والمجتمعية في الأساس.يجب على الإدارة العامة للمرور أن تتخذ إجراءات في كل مناطق البحرين للحفاظ على أرواح الناس، وألا تقتصر مخالفاتهم على شوارع دون أخرى وعلى مناطق دون سواها، فالأمن المروري جزء لا يتجزأ من أمن الناس في كل المناطق، فالشوارع العامة مهمة للغاية ولكن هنالك شوارع لا تقل أهمية عنها بسبب الازدحام السكاني داخل شوارعها وأزقتها، مما يشكل تحدياً حقيقياً للإدارة العامة للمرور في قادم الأيام. نتمنى بعد هذا الطرح الذي بات يؤرق الكثير من البحرينيين في أن نجد جواباً شافياً من الإدارة العامة للمرور لوضع المزيد من النقاط على الحروف.