من المؤسف أن تنجح «عاصفة الحزم» فيما تفشل كل الحملات الإعلامية المصاحبة - على استحياء - في تعزيز دور وأهمية جنود قوات التحالف، وقد كان ذلك الإخفاق أو التعامي عن أهمية دعم الجهود العسكرية إعلامياً موجعاً للجنود، وأكثر منه للمواطن الخليجي الذي تنفس بتلك العاصفة الصعداء، غير أنه لم يجد ما يكفي مما يثير حماسته ويشعره بالفخر والعزة والكرامة، بالدور الخليجي الجديد الفاعل في المنطقة. ولا أدري حقيقةً إن كان ذلك تجاهلاً غير مقصود، أم الانغماس في العمل الإعلامي الروتيني حتى لم يعد للإعلاميين في الخليج العربي أية روح للمبادرة والتعاطي مع المستجدات بمزاجها الحماسي في ذلك الوقت. أم أن - وهذا ما أخشاه - تكون الأصابع الإيرانية قد دخلت تعبث في إعلامنا دون درايتنا حتى عطلت كل التفاعلات إزاء العاصفة أو بعض منها.إن الحالة المهترئة التي بدا بها الإعلام الخليجي وهو عاجز عن التفاعل مع قضاياه الحاسمة والتي غيرت مجرى تاريخه، كانت مثار إحباط للكثيرين، لعلي كنت أحدهم، الأمر الذي اقتادني في ذاك الوقت لإطلاق حملة «شكراً جنود الخليج» على «تويتر»، بدعم نخبة من أعضاء «مجموعة مراقبة الخليج» والتي تضم جملة من العسكريين والساسة والإعلاميين والأكاديميين والباحثين، كلهم من المهتمين في الشأن الخليجي وقضايا أمن الخليج العربي. وعزز تلك الحملة دعماً مشكوراً من قبل عدد لا يستهان به من المواطنين في الخليج العربي. غير أن حملات تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي - ورغم أهميتها وتفاعلها - إلا أنها لا ترقى لدعم الجنود بما يليق بمكانتهم وحجم ما بذلوه من جهود ودماء وأرواح من أجل تحقيق سياسة دول الخليج العربي الخارجية وحماية أمنه واستقراره.جاءت هذه المقدمة ليست للوقوف على ما نحسبه إخفاقاً أو تقصيراً نسعى أن نلتمس له عذراً وإن لم نجد، وإنما هي خواطر لنبضات خليجية، تسعى للتأكيد على ألا تتكرر التجربة الإعلامية بتفاصيلها المؤلمة في «رعد الشمال»، وألا نتجاهل أبناءنا في تلك التمارين التي تبوأت أهميتها الخاصة في الفترة الراهنة إذ باتت المنطقة تعوم في يم من الدماء. نريد الوقوف على «رعد الشمال» إعلامياً باعتبارها رسالة عسكرية غاية في الأهمية لحماية الأمن القومي العربي. وإن كل ما ستضخه وسائل الإعلام من تحفيز وروح الحماسة، سيترجم لا محالة من خلال التطبيقات العملية لمناورات «رعد الشمال» وسينعكس إيجاباً على مستوى الأداء العام لهؤلاء الجنود.* اختلاج النبض:جل ما أخشاه أن يستمر التجاهل لأبنائنا من الجنود، ولا يلقى لهم الإعلام بوسائله المختلفة بالاً، أو لا يمنحهم الأهمية التي يستحقونها ويبقى التعاطي معهم من باب أداء الواجب وتسجيل موقف لا أكثر. أما أكثر ما أخشاه أن يقع «التدخل البري»، ويستمر التجاهل وهذا أمر الأمرين، إن لم يكن جامعاً لكل للمرارة كلها. فهل للإعلام من يقظة؟ وهل لصناع القرار من موقف حازم وراعد لا يقل حجماً ولا تأثيراً عن العمليات العسكرية التي نتطلع لتسليط الضوء عليها كما يجب؟!