آثرت تأخير كتابة مقال أثير على نفسي، وله وقع خاص في حياتي، ودائماً ما أحب أن أتمثله في كل لحظة أتنفس فيها، وفي كل مقام أشارك فيه، وفي كل مساحات المشاركات الحياتية العامة.. فمع كل مناسبة تهل علينا في ديرتي الغالية البحرين ترتفع أكف الضراعة إلى المولى الحكيم أن يحفظ بلادنا من كل الشرور والآلام، وأن يصرف عنها كل المكائد التي تحيط بها وببلاد المسلمين.. ومع إطلالة مناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني والتي هي الأخرى (فرحة وطن) لكل مواطن عاش لحظات التوافق الوطني لميثاق أسس لحياة جميلة لشعب يعشق الخير والحب والأمن والأمان والسلام.. الجميع توافق على ميثاق شرف يفتح المزيد من آفاق العمل الوطني المنتج في كافة المجالات.. إنها فرحة وطن التي تكتب آثارها في نفوسنا كلما أثقلتنا تضاريس الحياة.. عشقت (فرحة الوطن) في كل أيام حياتي لأنها تمثل لي المتنفس الذي أتنفس من خلاله لأكتب إنجازات حياتي، وأعيش بسعادة وإيجابية ونفس مطمئنة تتعامل مع كل أمور الحياة بسلام وإحساس غامر بحب الخير..الفرحة الأولى هو ذلك الوشاح الأحمر الذي تجملت بها ساحة منطقة السيف بجانب المؤسسة الخيرية الملكية وبجوار الشركات التي عاشت لحظات الفرع معنا.. فقد احتفلت المؤسسة الخيرية الملكية في يوم مشرق جميل بذكرى ميثاق العمل الوطني بوصلة وطنية جميلة بمشاركة فرق الأمن العام، بما يؤصل مكانة المؤسسة الخيرية الملكية في رعاية الأيتام والأرامل ويعزز من وجودها على خارطة (العمل الإصلاحي) فقد كانت المؤسسة الخيرية الملكية ثمرة من ثمرات مشروع جلالة الملك الإصلاحي، حيث انطلقت بلجنة صغيرة للأيتام والأرامل، إلى أن أضحت اليوم (مشروعاً للإنتاج الوطني والتنموي الخصب) حيث أفرز مشروعات ضخمة وعملاً تنموياً رائعاً للأيتام والأرامل، ولمشروعات إغاثية خارجية أوصلت اسم مملكة البحرين إلى العالمية، فضلاً عن المساعي الحميدة للمؤسسة لتأسيس مشروعات وقفية استثمارية تؤسس لمحفظة مالية تساعد المؤسسة لمواصلة مشروعاتها الخيرية بما يعزز توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة.الفرحة الثانية هي ذلك العطاء الوطني والتطوعي الرائع لأبناء الوطن وهو يعملون بجد وإخلاص وتفان من أجل وطنهم العزيز، ومن أجل بث زهور الفرح والخير في أرجاء الوطن، حتى يثبتوا لكل العالم بأن البحرين وسواعد أهلها ستظل البيت «العود» لعمل الخير، حيث وصلت الأيادي المعطاء لكل محتاج ينشد توفير لقمة العيش.. إنها فرحة لا توصف عندما تعايش أناس بذلوا أوقاتهم لنشر مفاهيم الخيرية، فلا ينشدوا ضجة الاحتفالات المبهرجة، ولم يركضوا وراء (زخارف الحياة).. هم من صنعوا الفرح بكل دلالاته، ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا كتبوها في دليل (الفرح).. لأنهم بالفعل يحبون وطنهم.. ويحبون فرحته.. وحياتهم أضحت فرحة في أصداء فرحة الوطن.. يا رب أسعدنا دائماً وأظل حياتنا بفرحة لا تنقطع، واحفظنا وأحبابنا ومحبينا ووطننا من كل شر وسوء، وألبسنا لباس الصحة والعافية والفرح والبهجة.
Opinion
فرحة وطن
01 مارس 2016