العرفان والوفاء، شعاران يتجسدان دوماً لدى قادة بلادنا، وجلالة الملك حفظه الله يرسم من خلالهما ملاحم رائعة تدرس.الشكر الجزيل موصول لجلالته على تسمية أحد أهم شوارع مملكة البحرين باسم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، هذا الرجل الذي كانت البحرين «بؤبؤ عينه»، وكانت بلادنا بالنسبة له «قضية» لا مساومة فيها، أمنها من أمن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والتصدي لمن يتطاول عليها ويحاول الاعتداء عليها واجب.هذا التكريم الذي جاء بتوجيه ملكي ودشنه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، بحق رجل تحبه البحرين الخليجية العربية المسلمة، بحق رجل يمثل لنا الكثير، ونحمل له الكثير من الحب، والامتنان والعرفان، هذا التكريم من شيم قادة البحرين الكبار، الذين لا ينسون البحرين ومن وقف معها، لا ينسون مواقف المخلصين، ولا ينسون الرجال الذين قالوا للمعتدي والكاره والحاقد والإيراني بأن «الزم حدك» هذه هي البحرين التي لا تمس ولن تمس بإذن الله.من يكره البحرين ويعمل لحساب إيران لديه «حساسية مفرطة» لكل ما هو سعودي، علاقة المملكتين التاريخية التي تزداد قوة دائماً تسبب لهؤلاء «صداعاً مزمناً»، كيف لا وهم الأذيال لنظام كاره للخليج العربي كالنظام الإيراني، السعودية بالنسبة له «أزمة»، وتكاتف دول الخليج معها والعرب «كارثة»، وفوقها علاقة البحرين بها التي «تبخر» أحلامهم في تراب بلادنا.يأتي تكريم الراحل العظيم الأمير سعود امتداداً لتقدير البحرين للرجال الأقوياء في شقيقتنا الكبرى الذين كانت لهم مواقف خليجية عربية إسلامية مشهود لها، كانت لهم مواقف خاصة مع البحرين، كانوا نعم الإخوان الأشقاء في مواجهة الكارهين والأعداء.من بعد والده الملك العظيم الراحل، الرجل الذين لقن الغرب درساً في قوة الخليجيين والعرب والمسلمين حينما تتوحد كلمتهم وحينما يتمثلون بمواقف القوة، من بعد الملك فيصل رحمه الله والذي خلدت البحرين اسمه بتسمية أحد أهم وأكبر وأكثر شوارعها حيوية، يأتي تخليد ذكر الأمير سعود عرفاناً وامتناناً من البحرين على مواقفه الدائمة معنا وعلى دفاعه المستمر الذي لا يمكن الحصول على أقوى منه.أذكر حديثاً جمعني بوزير الخارجية الشيخ خالد قال فيه عن الأمير سعود: «والله هذا الرجل يخجلنا بتواضعه ودفاعه القوي عن البحرين، في بعض المحافل والاجتماعات والله لا تحتاج البحرين لمن يمثلها فيها طالما سعود الفيصل موجود، من لا يعرفه ويسمعه وهو يتحدث عن البحرين يظن بأنه هو وزير خارجيتها، امتناننا لهذا الرجل عظيم جداً».شكراً للأمير سعود رحمه الله، شكراً للملك فيصل العظيم، رحمه الله، شكراً لقادة الشقيقة الحبيبة السعودية، البحرين لا يمكن أن تنسى دفاعكم عنها ووقفتكم معها، وشكراً لجلالة الملك الذي رأى بأن أعظم شكر يقدم لهذه الشخصيات العظيمة عبر تخليد أسمائهم، وذكرها في مناطق البحرين على مر العقود، ولتعرف معها الأجيال المتعاقبة من هؤلاء الرجال، وما بذلوه لأجل قضايا أمتهم، وما فعلوه من أجل البحرين.حينما يرفض الطبيب علاج المريض!مهنة الطب من المهن الإنسانية العظيمة، وفي قناعتي بأن الطبيب النموذج هو من يقتحم هذا المجال ودافعه الأول يتمثل برغبته «خدمة الناس» و»حماية الأرواح» لا «المكسب المادي»، رغم أن المكسب المادي موجود لكنه لا يفترض أن يكون الدافع. هذه قناعتي الشخصية التي تجعلني أعظم الاحترام للطبيب الذي ترى مبادئ وروح مهنة الطب الإنسانية تتجسد فيه.لكن بعض القصص التي تصل إليك تصطدم مع هذا المبدأ، تبحث فيها فتجد مؤشرات تؤكد ضياع هذا المفهوم، وأن بعض النوعيات تنسى «المبدأ الإنساني»، وهو ما يحول هذه المهنة إلى أي مهنة أخرى بمفهوم «العرض والطلب» و»المبلغ سيد الموقف».التفكير قادني في هذا الجانب، حينما أوصل لي أحد المواطنين قصته في علاج زوجته المصابة بورم شفاها الله وعافاكم، وكيف أن الطبيب المعالج في البحرين الذي ذهبوا له بداية الأمر، رفض رفضاً قاطعاً الاستمرار في علاج المريضة، فقط لأنها ذهبت للخارج لإجراء فحوصات في وقت كان فيه الطبيب غير موجود في إجازة، ووقتها وصل القلق بزوجها لأعلى مبلغه فلم يستطع الانتظار أكثر، فسافر بها من فوره، لكن المفاجأة كانت حين عودتهم للبلد ومراجعتهم نفس الطبيب بتقديم الأخير اعتذاره عن متابعة الحالة، وأن هذا العرف المعمول به، وكأنه يعاقبهم على السفر بها للخارج، أو يقول لهم بما معناه «ذهبتم للخارج خلك على الخارج»!! في هذه العينة لا أجد وصفاً أجمل به الموضوع، إذ لا أستوعب كيف يمكن لطبيب ألا يهب لمساعدة مريض، فقط لأنه ذهب للخارج أو ذهب لرؤية طبيب آخر!أليست مهنة إنسانية، أليس الهدف منها مساعدة البشر؟!أتمنى أن تكون حالة شاذة حصلت بسوء تقدير شخصي من الطبيب، لأنها إن كانت تمثل «العرف» فنحن أمام كارثة حقيقية، معناها أن «حياة المريض» لا تهم، بقدر ما يهم «رضا الطبيب»!
Opinion
قصة البحرين مع الملك فيصل والأمير سعود الفيصل
02 مارس 2016