الغالبية العظمى من مخططي أو منفذي عملية الانقلاب، أو ممن يتبعهم ويسير في ظلهم، لا يعترفون بأنهم ينفذون مخططات تخدم قوى خارجية تستهدف البحرين، بل يستميتون في المقابل لتغليف ما يفعلون بغطاء «كاذب» تحت مسميات الحريات وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة.بداية نقول قبل الخوض في التفاصيل، إنها جوقة الانقلاب وجمعيات التآمر على البحرين «كاذبة» حتى نخاعها، إن هي حاولت إيهام العالم بأن ما حصل في البحرين «حراك» في سبيل الحصول على الحريات المدنية وتعزيز الديمقراطية، إذ الكذب الصريح الواضح والمفضوح فيما يقولون يتضح من خلال تبعيتهم المطلقة لإيران وممثلها في البحرين مرجع جمعية «الوفاق».النكتة السمجة هنا تتمثل في أن «الوفاق» وتوابعها من جمعيات «رخصت بتاريخها» يعدون الناس بالحرية، في حين أن «الوفاق» تسلب إرادة الجمعيات الأخرى، وبنفسها الوفاق «مأمورة» تتبع رجلاً واحداً، وهذا الرجل «نصبته» إيران في موقعه الديني، وطبعاً يدين لخامنئي طهران بالولاء والطاعة العمياء. وعليه الأتباع لا يمكنهم أن يعدوا الناس بالحرية.وثانياً، المهزلة تكمن فيمن «يعمي عينيه» عن الحرية والانفتاح والديمقراطية الموجودة في البحرين، البلد التي تؤمن بالتعددية وتحترم الأديان، ويعد الناس بـ»حرية» على المقاس الإيراني، وهي حرية «تسحق» الأطياف المتعددة، وتغلب طيفاً واحداً، لابد أن يكون «عبداً» يمارس «الانطباح» و»التذلل» للولي الفقيه الإيراني، باعتباره الحاكم باسم الله في الأرض.المشكلة ليست في الرؤوس، بل المشكلة في الأتباع، خاصة أن الفئة الأخيرة هي التي تعتمد عليها الرؤوس في مسألة «تنفيذ» العمليات، هم من يمكن التضحية بهم لأجل أن تحقق الرؤوس أهدافها، لذلك يمكن أن تروا أن ما حصل في البحرين تضرر منه الأتباع وأبناؤهم وعوائلهم، بينما رؤوس التخطيط لم يصلها الضرر، بل بعضها هرب للخارج وها هي تخرج عبر القنوات تصرح من نيويورك أو لندن، وآخرون موجودون يمارسون حياتهم الطبيعية لم يفقدوا ابناً أو أخاً، ومن حكم منهم، يتم التعامل معهم بأعلى المعايير الإنسانية في التوقيف.أنتم يا من تتبعونهم، وتقدمون «القرابين» لهم لأجل خدمة مخطط المرشد الإيراني في البحرين، أنتم من تقبلون بأن «تمحوروا» حياتكم حول ما يأمركم به عيسى قاسم أو علي سلمان، دون التمعن بأن الأول لم يستدع حتى لاستجواب رغم تحريضه، ولم يتصدر مسيرة رغم دعواته لكم بالخروج و»سحق» رجال الأمن، والثاني «سلمان» تصدر مسيرة واحدة و»شم» أنفه مسيل الدموع فأقام إعلام «الوفاق» الدنيا وقال إنها «محاولة اغتيال»، بعدها لم يشاهد في التحركات التي يقذف فيها أبناؤكم، وإن تكلم فإنه يتحدث داخل «صندوق زجاجي» حاله حال حسن نصر الشيطان أمين عام حزب إيران، خوفاً من غدر أصحابه وخيانتهم له، أفلا تستوعبون أنكم وأبنائكم من يدفع ضريبة هؤلاء.نكتب هذه السطور بتزامن مع استمرار محاولة هؤلاء «الأتباع» تشويه صورة البحرين في جنيف هذه الأيام، شخصيات تذهب وتسافر لواحدة من أغلى المدن الأوروبية فقط بهدف تشويه صورة البحرين، من يمولهم ومن يقف وراءهم، ومن المستفيد مما يفعلونه؟! الإجابة كلها تقود لاتجاه واحد.لكن قمة «الكراهية» الموجهة لبلد مثل البحرين، تتمثل في ممارسات الكذب التي قام بها البعض، بالأخص ذاك الشخص الذي أخذ يتكلم أمام الحضور مدعياً أن البحرين قتلت 60 طفلاً، وأن ابنه أحدهم، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يتخذ إجراءات بحق البحرين وذلك بهدف «حماية الطفل».القائد النازي أدولف هتلر قال في جملة شهيرة إن «أحقر الناس هم الذين ساعدوه على احتلال بلادهم»!، وذلك حينما سئل عن هذا الصنف من البشر.وهذا للأسف ما يفعله هؤلاء، خاصة من ادعى بأن البحرين قتلت هذا العدد من الأطفال، رغم أن مصطلح «الطفل» بحسب تفسير الأمم المتحدة يعني من لم يبلغ سن الرشد أو الثامنة عشر، ثم بعدها يقول إن هؤلاء الأطفال قتلوا في مظاهرات، في رد عليه نفسه، إذ بالتالي أنتم يا انقلابيون «أكبر منتهكي حقوق الطفل» في البحرين، وهذا موثق ومثبت، فمن يستخدم الأطفال ضد رجال الأمن ويزج بهم في مواجهات غيركم، ومن يرمي المولوتوف غير الأطفال الملثمين، ومن يتم غسل أدمغتهم من قبل «منظريكم» غير الأطفال.وبالتالي من تكلم هناك وأراد تشويه صورة البحرين، كان حرياً به أن يعترف بذنبه، حينما ترك ابنه، وغيره، وتركوا أبناءهم ضحايا لغسيل الأدمغة ومحو الإرادة من قبل الانقلابيين وجمعيات الخيانة، عليهم أن يلوموا أنفسهم فهم من قدموا أبناءهم «قرابين» حتى يفرح المحرضون ويثبتوا لإيران أنهم ناجحون في تنفيذ مخططهم ضد البحرين.والله إنكم مسلوبو الإرادة، بكل وقاحة تتطاولون على البحرين وهي التي وضعت صندوقاً للتعويضات تركضون إليه، هي التي تجبر كسر خواطركم على أبنائكم، في وقت تنسون فيه أن قاتل أبناءكم الحقيقي هو من صرخ فيهم وقال لهم بحق رجال الأمن «اسحقوهم»!
Opinion
يقدمون أولادهم كـ «قرابين».. ثم يتهمون الدولة!
08 مارس 2016