نتمنى ونرجو من الله أن يعود أبطال وجيش وجنود الوطن الذين أبلوا بلاءً حسناً أيام الأزمة على وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعين مرة أخرى على قلب واحد وعلى قضية واحدة هي الدفاع عن البحرين والبحرين فقط.لقد حققتم الكثير أيام الأزمة ونجحتم في لجم كل عدو وخصم أراد بالبحرين سوءاً، وكان ميدان التواصل الاجتماعي أحد أهم الميادين التي هيأت لتجييش الداخل والخارج بهدف إسقاط الدولة، ولا يستهين أحد بما سخر عدونا لهذا الميدان، لقد كانت هناك فرق تعمل ليل نهار مدفوعة الثمن من داخل ومن خارج البحرين دربت واستعدت، منهم بحرينيون مع الأسف أغراهم حزب الشيطان ومنهم لبنانيون ومنهم عراقيون ومنهم إيرانيون، والعديد من أجهزة الاستخبارات الأجنبية دخلت على الخط لمساعدتهم.كانت إمكانياتهم مهولة وتطورهم كبير ولكن ... البحرينيون وفي فترة وجيزة جداً تقدموا عليهم بكتائب ظهرت فجأة من شباب وشابات صغار وكبار في السن وربات بيوت دخلوا الميدان لا يعرف بعضهم بعضاً ولا يملكون من مهارات التعامل مع هذه الأداة شيئاً، ولكن كانت لديهم قضية واحدة هي الدفاع عن البحرين، وهنا يكمن السر في نجاحهم وبروز أسمائهم، يكفي أن يجتمع الفرقاء والغرباء على قضية واحدة لترى الاندماج والتنسيق والتعاون والرغبة في التعلم شيئاً يفوق الخيال ويحقق المعجزات وهذا ما حدث.إنما مع الأسف بعد نصرهم المؤزر في الجولة الأولى ودحرهم العدو، اعتقدوا أن المعركة انتهت، وكما المسلمون في غزوة أحد تركوا قضيتهم وتهافتوا على الغنائم، وحدث ما حدث من تمزيق لوحدة هذا الجيش بعد أن دخل تجار النفوس ونزعوا منه عقيدته! وجيش بلا عقيدة جيش مهزوم لا محالة.العديد منهم عرض مهاراته للبيع –مع الأسف- فتلوثت البيئة والطامة الكبرى حين دخل مسؤولون في الدولة هذه السوق، واشتروا حسابات كانت من أروع الحسابات للدفاع عن البحرين، كانت كتيبة دفاع، تحولت إلى حرس خاص لسعادة المسؤول، بعضهم يلمع والبعض الآخر يضرب، وهكذا ضاعت قوة جبارة كان بإمكانها لو وجدت من يوحد عملها ويقودها لبقية المعركة التي لم تنته، لكنها تحولت إلى سوق نخاسة لبيع الحسابات التويترية والإنستغرامية وغيرها!!حدث هذا وحزب الله يستعد للجولة الثانية وإيران تستعد معها «لفرسنة» الدول العربية ومشروع الشرق الأوسط الجديد مستمر يستعد لجولته الثانية، ومازال هذا الفضاء ميداناً هاماً للجولة الثانية، ومن يتابع الضرب الذي يجري الآن في المملكة العربية السعودية أي في عمقنا الاستراتيجي أمام ناظرينا في هذا الفضاء يعرف أهميته القصوى ويعرف أن عدونا مازال موجوداً هناك لم يغادر، ونحن بكل وسائلنا الإعلامية الرسمية منها وغير الرسمية بما فيها التواصل الاجتماعي مشغولون بضرب بعضنا البعض وبكيل التهم لبعضنا البعض، ضحك علينا أصحاب النفوس الضعيفة لوثوا هذه البيئة، قسمونا إلى معسكرات لخدمة أعراض شخصية كي يصلوا ويستقروا في مواقعهم ويحموا أنفسهم ولتذهب قضيتنا الرئيسة للجحيم... حسبي الله ونعم الوكيل.اليوم نحن مستهدفون في عروبتنا وفي ديننا وفي وحدتنا وفي عمقنا الاستراتيجي وعلى كل «حساب» انجرف لتلك الحروب الصغيرة القذرة أن ينفض عنه غباراً ملوثاً وأن يستنهض همته ليعود وينتظم صفاً واحداً مع أشقائنا في الخليج العربي نحفر الخنادق للذود عن حقنا وعن أمننا وعن وحدتنا، السعودية تحتاجنا والكويت تحتاجنا والبحرين مازالت في دائرة الاستهداف، كل قصف عشوائي في هذه المرحلة وكل أداة تسخر الى غير تلك القضية فهي أداة في يد عدو لنا.بعد الفضائح التي كشفت في الأيام الأخيرة لتجار هذا السوق ولجان التحقيق التي فتحت، نقول إن الوقت ليس متأخراً والعودة للحق ممكنة وواجبة ولا وقت للعتب ولا للمحاسبة لبعضنا البعض، يملك أهل البحرين من السماحة والرقي ما يجعلهم يداوون جرحهم بأيديهم ويتقدمون لمساعدة بعضهم البعض بل لمساعدة حتى من طعنهم في الظهر، إن كان الهدف هو القضية المبدئية «الدفاع عن البحرين» وعروبتها وأمنها واستقرارها.
Opinion
من أجل البحرين
08 مارس 2016