تراخينا في كل موقع كنا نحارب فيه وندافع فيه عن البحرين، في الوقت الذي استمر من حارب البحرين ثابتاً في موقعه بل وأعاد ترتيب صفوفه، وها هي جنيف شاهدة على صفوفهم التي أعادوا ترتبيها لا بحرينياً فحسب، بل خليجياً أيضاً! سلامي للذين يطالبوننا بفتح صفحة جديدة، وسلام مربع للذين يطالبوننا بالكف عن ترديد إسطوانة التهديد الخارجي واحتمال تكرار 2011.لم يعد الفريق الذي يجوب جنيف بحرينياً فحسب، بل أصبح الآن فريقاً «خليجياً» برعاية أمريكية إيرانية وهو الذي يقود الحرب ضد البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات، ويسعى لاستخراج البيانات وربما يتمادى في مطالبه للتصويت على قرارات مضرة ضد دولنا، وسواء نجح أو لم ينجح هذا اللوبي الإيراني الخليجي، فإن ذلك لا يقلقنا بقدر ما تقلقنا هذه الغفوة ونومنا من جديد، وما يقلقنا هو انشغال بعضنا بالطعن في بعضنا الآخر، ورحى التآمر والخيانات تدور حولنا وتطحننا ونحن في سبات.الحرب المعلنة الآن لم تعد من المجموعة الانقلابية البحرينية، بل أعلنت الشبكة الخليجية الإيرانية عن نفسها وتعمل الآن بشكل ظاهر بالتعاون مع دوائر أمريكية معروفة، وللذين يستعدون لإلقاء اللوم على الحكومات والأنظمة وتشغيل إسطوانة نحن تركنا الساحة لأن حكومتنا (لم تحقق مطالبنا ولم نستفد منها شيئاً) وللذين يستعدون لتشغيل إسطوانة (أنظمتنا لا تتعلم وأنظمتنا قربت الخائن من جديد وعاقبتنا وووو..) نقول متى نتعلم نحن أننا لم ندافع عن أنظمتنا في 2011، مع احترامي لها، حتى لم ننتظر منها ولن ننتظر أن تلتفت لنا، فنحن دافعنا عن وطننا من هجمة إيرانية فتفتح لها المجموعة الانقلابية الباب، نحن لدينا قضية اسمها «البحرين» وقضية اسمها أمن دول الخليج واسمها الاتحاد الخليجي تلك قضيتنا التي نسيناها، لدينا وطن لن نسمح لفارسي خائن أو عميل له أن يهدده، نحن دافعنا عن وطن هدد ومازال مهدداً ومازال عدوه نشيطاً بل زاد من درجة تعاونه الأمريكي الإيراني، والذي يتغافل عن لملمة صفوف الشبكات الخليجية الإيرانية ومعاودة طعنها في البحرين إما معهم أو جاهل صوته عال يجب أن يصمت؛ لأن خطر تشتيته للأذهان لا يقل عن خطر هؤلاء المتآمرين.البحرينيون بحاجة لإعادة تنظيم صفوفهم من أجل وطنهم لا من أجل أنظمتهم، بل إن افراد العائلة الملكية هم جنود معنا في هذه المعركة، توحيد ولملمة هذه البعثرة وإعادة توجيه الجهود وتكثيفها والتصدي لهذه الخلايا مهمة وطنية تنتظر جنودها.بعد أن زال غبار الجولة الأولى وصفا الجو عادت أصوات المجموعة الانقلابية من جديد، عاد حراكها، عادت مطالبها، عاد تعاونها مع السفارات، عاد خطابها يظهرهم على أنهم (مساكين) مظلومون مضطهدون، عاد تعاونهم مع دوائر أمريكية، كلما حطمت لهم حلماً أعادوا بناءه، يحييه تصريح مسؤول إيراني، ومرة يحييه تصريح وزارة الخارجية الأمريكية، ومرة يحييه تدخل روسي، و مرة يحييه عدم انسجام خليجي!! ورغم كل الأبواب التي فتحتها الدولة لعودة هذه المجموعة للانخراط من جديد في بناء الدولة وتنميتها إلا أن مشروعهم لم يمت ومحاولاتهم لم تنته والدليل انظروا لجنيف، انظروا لنشاطهم في وسائل التواصل الاجتماعي، حراكهم لم يعد محصوراً ضد البحرين بل اتسعت دائرة حراكهم المضاد ليشمل دول الخليج بلا استثناء، انظروا لحراكهم المتناغم من مجموعات سعودية وكويتية.ونحن تراخينا كمنظمات مدنية، تركنا الميادين إلا من منظمات محدودة عددها لا يتجاوز اليد الواحدة وفقيرة التمويل وأغلبها يصرف من جيبه، في حين تحظى منظماتهم بتمويل سخي إيراني أمريكي بلا حدود.أين العمل المنظم المركز الأهداف لجمعياتنا السياسية وبرلماناتنا المنتخبة؟ أين التنسيق البرلماني البحريني الكويتي؟ إن جهود برلماناتنا تذهب هباء منثوراً في أوروبا وأمريكا مع أشخاص لا ثقل لهم ونتائج زياراتنا وحراكنا محدودة الأثر إذ لا تتم وفق دراسة لمواقع التأثير في أوروبا وأمريكا، في حين تفتح للمجموعة الانقلابية أبواب الأشخاص المؤثرين في مواقع صنع القرار في القارتين أمريكا وأوروبا نتيجة وجود لوبي إيراني أمريكي نشيط وفاعل يمد لهم يد العون.أين نشاطنا في وسائل التواصل الاجتماعي الذي تصدى لهم وألجمهم؟ تفرغنا لمحاربة بعضنا بعضاً وبتأجير حساباتنا لمن يدفع أكثر، نحطم غرفنا المنتخبة بأيدينا، نختار من لا يتقي الله فينا، نتقاتل فيما بيننا على فتات، نضع كل شيء أولاً حتى الرخيص ثم تأتي البحرين من بعد طابور من الصغائر و التفاهات، ثم نلوم الحكومة والأنظمة لأنها تراخت؟ وكلمة والثانية الحكومة والحكومة.. فلننظر إلى ما فعلناه بأنفسنا ثم نحاسب غيرنا.قصف عشوائي يصيب أجسادنا ويحطم ما تبقى فينا من جمال تلك اللحظة التي توحدنا فيها وكنا سوراً أحاط بأمنا خوفاً وهلعاً عليها، اليوم كل منا يضرب في الآخر وكلنا يدعي وصلاً بالبحرين.والله إني أرى من ظل باقياً صامداً مؤمناً بأن قضيته كانت منذ اللحظة الأولى ومازالت هي البحرين، أراه كالقابض على الجمر، انظروا إلى جنيف الآن وأنتم ترون موقعكم وموقع خصمكم ثم احكموا.