* يقول الشيخ عائض القرني: «قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم، وضنك المعيشة، وكسف البال.. تتولد المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة».* من المؤسف حقاً أن تتحول فرجان المحرق العتيدة إلى ساحة للتنازع والتشاجر بين شبابنا الذين ينتظرهم المستقبل الزاهر بكل ألوانه.. الحادثة الأخيرة المؤسفة التي حدثت في أحياء «الحالة» بالمحرق والتي راح ضحيتها شاب في عمر الزهور، هي حادثة تؤلم القلب نتيجة للعنف الشديد الذي يلبسه أغلب الشباب اليوم.. بالفعل هذا ما تلاحظه في أغلب الميادين.. سواء العنف اللفظي أو الجسدي وحتى المعنوي إن جاز التعبير.. نحتاج إلى وقفات صريحة أمام هذه المشاهد التي لم نعايشها في الأزمنة الماضية.. نحتاج لتكاتف جميع الأجهزة الرسمية والأهلية من أجل احتضان الشباب وتأسيس المراكز الشبابية التي تساهم في صقل الشخصية وتنمية المهارات.. حفظ الله شبابنا وأبناء المستقبل من كل شر وسوء وفتنة، ورزقهم الصحبة الصالحة الخيرة التي تدلهم على الخير وتحفظهم من مزالق الشيطان وأوكار الضير والضياع.* تتأرجح بعض المؤسسات بين تحقيق معاني «الفوز» والصعود إلى منحنى التميز، وبين الغرق في روتين العمل اليومي الاعتيادي مع الوصول إلى مرحلة «الثبات» التي يتسرب معها خيوط الملل إلى أعضاء المؤسسات.. إن هذا التأرجح يعود بصورة أساسية إلى انعدام «الرؤية» وعدم وضوحها بالصورة التي تمكن كل شخص من إدراك موقعه في اللحظة الآنية.. فالرؤية المتمكنة والواضحة للجميع تجعل فريق العمل يؤسس بصورة سليمة لعمل متمكن وسليم بعيد عن التشتت، فالرؤية الواضحة يجب أن تزرع الثقة في كل فرد، حتى يحملها بنفس التوجه وبنفس الدافعية وبنفس التفكير لتحقيق الغايات المنشودة.* يقول جاك وليش في كتابه «الفوز»: «عادة ما يكشف محبو التغيير عن حقيقة أنفسهم، فهم متحمسون، ونشطاء، ولديهم ما يشبه الشك في المستقبل، إنهم كثيراً ما يقدمون مبادرات للتغيير بأنفسهم أو يطلبون القيام بها.. وهم كذلك يتمتعون بالفضول وبعد النظر.. إنهم يطرحون الكثير من الأسئلة التي تبدأ بعبارة: لماذا لا نقوم بـ...؟». إن هذه الفئة الجديرة بالاهتمام والتطوير والعناية، لهي فئة قد لا تتكرر كثيرا في أي مجال أو مؤسسة تطمح في التطوير والارتقاء بمستوى طموحاتها وأحلامها.. فتجد في الغالب من يعيش في دوامة الجفاء والجمود وعدم قابليته للتغيير، وعدم قناعته التامة بأي نسبة تغيير قد تطرأ في محيط حياته أو عمله.. إنك تستطيع بكل سهولة عندما تدخل منزلك أن تغير مكان الأثاث وتحدث تغييرا جذريا في رؤية النظر التي اعتدت أن تنظر بها كل يوم.. لأنك في مسيس الحاجة إلى تجديد نفسيتك والمحافظة على مستوى أحاسيسك وتكون العنصر الفاعل في كل لحظة مع أفراد أسرتك.. من هنا فإن الأمر ينطبق بصورة أكبر في محيط عملك.. فمن غير المعقول أن تظل حبيس عمل روتيني ممل لا يجلب لك أدنى فرصة ترقي أو نجاح أو انتقال إلى عمل آخر.. ومن غير المستساغ أن تلقي باللائمة على الظروف التي تحيط بك، أو على مسؤولك بحجة أنه «متسلط» أو لا يعاملك بإنسانية.. أو لا يتيح مجالا للتغيير والإبداع.. إنك على قدر كبير لانتشال نفسك من النظرة الضيقة ومن تلك الطاولة الرثة التي تجلس عليها.. إلى أفق رحب أكبر حيوية من خلال نظرتك الإيجابية للحياة ومحيط العمل.. فكل فرصة وكل مشكلة وكل روتين بإمكانك أن تحوله إلى مكمن نجاح في حياتك وفي تعاملك اليومي مع الآخرين.. بإمكانك أن تضع «يدك على خدك» وتلتزم المهام المحددة لك لأن الجميع يفعل كما تفعل.. ولكن ضميرك وهمتك ونظرتك الثاقبة لتحقيق الطموحات، تجعلك لا تنظر إلى غيرك وإلى أعمالهم العادية التي اعتادوا ممارستها كل يوم.. بل تنظر إلى نفسك.. نعم «أنا أولا».. لأنك المسؤول عن ذاتك وعن إبراز إنجازاتك، وعن همة وطموح وتفاؤل وابتسامة ومبادرة لا تغادر محياك.. فما إن يسأل عنك إلا وتكون الرقم الأول في كل ميدان دون أن يطلب منك.. فطوبى لكل محب للتغيير فهو شجاع وقادر على تحمل كل الصعاب..* المصداقية في العمل والوضوح وحسن التصرف في المواقف، وحسن إدارة الأعمال، وفن اتخاذ القرار في الوقت المناسب.. كلها صفات لا تجدها إلا في تلك الشخصيات الصافية النقية في سرائرها.. * أصدقائي الأوفياء.. اشتقت لجلساتكم وخفتكم ومرحكم وأنس اللقاء بكم.. اشتقت للحظات أنستني هموم العيش وأصداء الحياة المملة.. اشتقت للحظات كانت لي البلسم الشافي من الجراحات.. لحظات تذكرني بالمولى العظيم كلما فترت همتي عن الطاعة.. اشتقت لعناقكم الحار الذي يبدد عني كل وجل.. ولهمساتكم وضحكاتكم في الأسفار.. فقد علمتني الكثير عند بوابات الحياة.. اشتقت لكم.. فلعل الحياة قد أشغلتنا كثيراً عن الاستمتاع بصحبتكم.. ومهما دارت السنين.. فإن دعائي الدائم لكم بأن يحفظكم المولى الحكيم ويبارك في حياتكم ويجمعنا معكم في الفردوس الأعلى.