لحلف الفضول أهمية عظمى في إقامة العدل ونصرة المظلوم وردع الظلم، فقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم حلف الفضول قبل الإسلام، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف: «لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله بن جدعان، ما أحبّ أن لي به حمر النعم»، ومشاركة الدول الإسلامية والعربية في مناورات «رعد الشمال» لها من القيم والأخلاق العربية والإسلامية، التي تهم العربي حتى قبل الإسلام، ألا وهي نصرة المظلوم وإقامة العدل، كما في حلف الفضول، الذي حدث في مكة المكرمة، وكان ما كان في جمع شأن وأمر قريش، ووحدة صفوفهم العربية، وتحالف العرب على نصرة المظلوم، حتى وإن لم يكن من أهل مكة، فقد كان هذا الحلف برغم كونه في الجاهلية إلا أنه حلف خير وصلاح.وما أشبه حلف الفضول بمناورات «رعد الشمال» التي شاركت فيها قوات من دول عربية وإسلامية وقوات «درع الجزيرة»، حيث تعتبر هذه المناورات من أكبر التمارين العسكرية بالعالم التي تهدف لرفع كفاءة قوات الدول المشاركة واستمرار تدريبهم لمواجهة الإرهاب والتهديدات القادمة من كل مكان، حيث يعتبر الإرهاب من أهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا التي تستهدف الأمن والاستقرار.في «الاتحاد قوة»، عبارة كنا نرددها ونحن صغار، لم نع أهمية هذه العبارة إلا بعدما «تكابل» علينا العدو بإرهابه محاولاً تفكيك الأمتين العربية والإسلامية، كنا ندرس ونستمع إلى القصص والعبر في «الاتحاد قوة»، فبالاتحاد يتحقق النصر، ودون ذلك يكون الضعف والهزيمة والفرقة، وقال الله في كتابه العزيز بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد «ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكمْ من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثمّ صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضلٍ على المؤمنين»، فقد تحقق للمسلمين النصر على العدو أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، وتأخر في غزوة أحد عندما اختلف المسلمون، وعندما كان همهم الغنائم فخالفوا أمر الرسول، ومن واقع التجارب التي مرت بها الشعوب في المعنى الفعلي في قوة الاتحاد أثبتت وعلى مر العصور بأن نهضة الأمم تكون في القوة واتحاد شعوبها فالاتحاد قوة عسكرية وسياسية واقتصادية، جميعها تحقق المصلحة الوطنية.مناورات رعد الشمال هي تحالف واتحاد يحققان أهدافاً بعيدة المدى، ربما أدركنا بعد زمن طويل أهمية التحالف العربي الإسلامي بعد أن لعبت بعض الدول الكبرى والمنظمات دوراً جوهرياً في تمزيق وتشتيت دول المنطقة من خلال أشكال الاستعمار وخلق الحدود بين الدول والفوضى الخلاقة، لتحقيق أهداف كثيرة منها تقسيم دولنا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، وإضعاف الدول بالصراعات الطائفية والأهلية والإقليمية، حتى يضيع كل شيء، حتى القيم والمبادئ والوطنية والانتماء. «رعد الشمال» خطوة واثقة نحو الاتجاه السوي الصحيح، وفي هذه المناورات من الرسائل المختلفة التي يمكن قراءتها والاستدلال على أهميتها، «رعد الشمال» ميثاق للدفاع عن الحق، وتحقيق للكرامة العربية والإسلامية.