لم يستطع مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي تنظيم دوري محلي يتميز بالقوة والمنافسة والجذب الجماهيري وكل الذي نشاهده (22 لاعباً يتراكضون داخل الملعب وعلى مقاعد البدلاء يجلس الاحتياطيون والمدربون والإداريون وأخصائيو العلاج الطبيعي والعامل الذي يشيل (زيلة الثلج) والحكام الأربعة ومعهم مراقب المباراة. هذا منظر مفزع لعدد الموجودين في الملعب ونحن نتكلم عن دوري الدرجة الأولى الذي يضم عشرة أندية فيهم من لم يفز ببطولة الدوري منذ تأسيسه وحتى اليوم ولم يشم رائحة الميدالية الذهبية ولا الفضية ولا حتى البرونزية بل من أوائل المشاركين لتكملة العدد فما بالنا لو تحدثنا عن دوري الدرجة الثانية (تسعة أندية) وبقية منافسات الفئات العمرية (من أشبال وناشئين وشباب)!!.إن البحث عن الخلل في عدم حضور الجماهير المباريات الرسمية خاصة في الدوري أمر ضروري يتطلب من كل الأطراف المعنية أن تصل إليه أو على أقل تقدير تشير إليه. ألا يفترض أن نقول إن الجميع بمن فيهم الأندية واتحاد الكرة والصحافة الرياضية مسؤولون عن هذا التخلف الكروي المخيف على مستوى قلة حضور مباريات الدوري العام؟ إن الأندية مسؤولة عن جماهيرها، فلماذا لا تحفزهم؟ والاتحاد مسؤول عن جذب الشركات والمؤسسات والصحافة الرياضية مسؤولة عن الصدق والكتابة المهنية الملتزمة. لماذا تسير الدوريات في بعض دول مجلس التعاون بانتظام وحضور جماهيري مميز خصوصاً في السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت رغم ظروفها المعروفة بينما نحن لا نعترف بسلبياتنا الكثيرة ولا نعالجها؟.نحن الذين بدأنا الدوري في منتصف الخمسينيات (57/58) وصرنا اليوم في المرتبة الأخيرة وعلى المستويات كافة، فلماذا نعجز عن علاج أمراضنا الكروية؟ أم ننتظر معالجين يهبطون علينا من الكواكب الأخرى؟!.على الجميع أن يبادروا في طرح حل لهذه المعضلة الجماهيرية وأن يساهموا في دفع الجماهير إلى حضور المباريات حتى لا يصبح الحضور في المستقبل القادم من عاشر المستحيلات.إن الجمهور في الدوريات الأوروبية هو عصب الكرة هناك وعلينا أن نستفيد منهم ونبحث معهم عن الأسباب التي تجعل ملاعبهم ممتلئة عن آخرها وملاعبنا خاوية ومثيرة للحزن.