كم من الآهات والأوجاع والعذابات تعاني منها بعض النساء المعنفات جسدياً ومعنوياً في البحرين، فالكثير منهن يحبذن الصمت على الحديث، والقليل منهن توجهن للمحاكم لأجل أن يجدن ولو بصيص أمل للحل، وبعضهن شددن الرحال نحو المجلس الأعلى للمرأة عل وعسى أن يتلمسن مخرجاً لمشاكلهن وأخريات آثرن الموت ببطء في زحمة الضجيج.قصص تُدمي القلوب وقعتْ مع الكثير من النساء المعنفات في البحرين، خصوصاً تلكم الروايات الجحيمية التي تقذفها لنا العشش الزوجية كل يوم، وحيث الروايات المفزعة يجب أن تكون ردود الأفعال نحو قضاياهن لائقة بأهم عنصر في المجتمع ألا وهي المرأة.قبل أيام فقط، هاتفني أحد الآباء كي يروي لنا قصص الآلام المؤذية التي خلفها زوج ابنته لابنته البِكر، فمنذ اليوم الأول لزواج ابنته وهي تذوق الأمرَّين بسبب سوء سلوك زوجها، فالهجران والاحتقار والصمت هي السمات العامة التي يمارسها هذا الزوج حيال زوجته، هذا ناهيك أن رماها في بيت أبيه بداخل حجرة ضيقة كالقبر دون أن يعلم عنها أي شيء. حاول كل من يعرف هذا الرجل أن يصلحوا علاقته بزوجته لكنه يرفض كل التدخلات، بل كان يصر أن يعلقها بين السماء والأرض دون أدنى سبب، وحين طالب والد الفتاة منه أن ينفصل عن ابنته، بدأ يساومه، فطلب منه نحو 5 آلاف دينار حتى يطلقها دون وجه حق، فوافق الأب، وبعد أيام غير الزوج رأيه فطلب من والد الفتاة مبلغ 12 ألف دينار ليتم الطلاق، وعلى الرغم من الظرف المادية الصعبة لوالد الفتاة إلا أنه وافق فقط من أجل أن يخرج ابنته من جحيم زوجها، وفي النهاية وبعد كل هذه المساومات والمزادات رفض الزوج أن يطلق زوجته هكذا بمزاجه!الآن تعاني الزوجة من مشاكل نفسية حادة ومن اضطرابات ومشاكل صحية كبيرة بسبب رجل ليس برجل، مما أدى الأمر بوالدها أن لجأ إلى الصحافة علَّه يجد حلاً لمشكلة ابنته أو يوصل صوتها للجهات المعنية بحقوق المرأة في البحرين، خصوصاً بعد أن وصلت القضية إلى المحاكم، وفي كل مرة يرفض المثول للمحكمة في تحدٍّ منه لكل القوانين والأخلاق الإنسانية، وفي آخر مرة طلب الدفاع من والد الفتاة نحو 500 دينار كي يرافع عن ابنته في بقية الجلسات التي لا يعلم كم ستأخذ من وقته ومن ماله ومن عمر ابنته، وكلنا يعلم أن القضايا التي تصل للمحاكم قد لا تجد النور والحل دائماً وفي أحسن الأحوال تأخذ الكثير من السنين.هذه القضية نطرحها بين يدي المجلس الأعلى للمرأة ونطرحها لكل منظمات المجتمع المدني التي تعني بحقوق المرأة وقضاياها، كما نطرحها للقضاء للبت فيها سريعاً وإعطائنا الرأي القانوني العاجل في مثل هذه القضايا.هذه قضية امرأة نطرحها بشكل سريع ومختصر، ولو أردنا تتبع قضايا بعض المُعنفات والمُهْمَلَات لاحتجنا لمجلدات نروي فيها كل تلكم العذابات، فرفقاً بالمرأة أيها الزوج والأب والأخ والعم والخال وكل ذَكَر يمكن أن ينصف نصف المجتمع إن لم يكن كُله.