في مؤتمر الملتقى الخليجي للتخطيط الاستراتيجي والذي كان بعنوان «هواجس أمنية»، تحدثت نخبة من الخبراء في الإعلام والاتصال عن دور الإعلام الخليجي في مواجهة «غبار» ما يسمى بـ «الربيع العربي»، وعرض أحد المتحدثين بالأرقام عدد القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية والهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار أوطاننا، ومقارنتها بعدد القنوات الخليجية المضادة للحرب الإعلامية التي تشن حالياً على وطننا العربي، ووحدتنا الخليجية بشكل خاص، وكالعادة كانت الأرقام ليست في صالحنا مطلقاً.وعلى هامش مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون والذي عقد مؤخراً في مملكة البحرين أكد وزير الإعلام ضرورة انطلاق بث إذاعة «هنا الخليج العربي»، وذكر أن إذاعة «هنا الخليج العربي»، والبرامج التلفزيونية الموحدة الجاري إعدادها لتعزيز الهوية الخليجية ونشر قيم التسامح ونبذ التطرف والإرهاب، تمثل إحدى المبادرات المهمة لتفعيل استراتيجية العمل الإعلامي المشترك التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في ضوء إدراكهم السامي، لأهمية دور الإعلام الاحترافي في خدمة مصالح دول المجلس وشعوبها، وتدعيم مسيرتها الوحدوية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.وفي رأيي المتواضع أن نبدأ متأخراً خير من ألا نبدأ، وآمل أن تكون إذاعة «هنا الخليج العربي» التي ستبث من مملكة البحرين هي البداية لعدد من القنوات التلفزيونية الفضائية، والإذاعات، والصحف المشتركة. وأن يتم تدارس محتوى هذه البرامج سواء الإذاعية أو التلفزيونية بما يتناسب مع خصوصية كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فعلى الرغم من اشتراكنا في الدين واللغة والتاريخ إلا أنه تظل هناك خصوصية لكل دولة خليجية تتميز بها عن باقي الدول، كما يجب أن تكون البرامج المقدمة بعيدة عن الروتين الممل، التي تجعل القناة الإذاعية أو البرامج التلفزيونية مملة ورتيبة ومكررة، ومن ثم تنفر الجمهور بدلاً من أن تستقطبه.فالهدف من وراء أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني هو إيصال رسالة معينة تترك تأثيراً على المتلقي، وأنا كلي ثقة بأن لدينا في مملكة البحرين وسائر دول الخليج العربي طاقات إعلامية رائعة يجب استغلالها من أجل بناء صورة ذهنية متميزة عن دولنا الخليجية العربية، داعية جميع الإعلاميين في دول الخليج على اختلاف تخصصاتهم إلى التكاتف من أجل إنجاح هذه البرامج لأن نجاحها من نجاح دولنا الخليجية.كما أود أن أدعو التجار الخليجيين إلى ضرورة الاستثمار في الإعلام لما له من أهمية كبيرة لا سيما في وقتنا الحالي، ومن يريد أن يبرهن على وطنيته من «التجار» فهذه فرصته.«هنا الخليج العربي»! اسم رائع وخلاق وفي محله لإعلامنا المشترك الجديد، عله يكون بداية بشرى لاتحادنا الكلي الذي نأمله.