على متن (....) للطيران ونحن في الهواء حدث أن تعرضت الطائرة لاهتزازات عنيفة ظننا أنها لمطبات هوائية، وفجأة أعلن الكابتن عن وجود خلل بسيط تم إصلاحه! تم إصلاحه؟ ومن يضمن «إصلاحه»؟ أنت؟ الآن ونحن في وسط السماء تقول للركاب هذا الخبر، أين المفر؟ قلت في نفسي عزيزي المسافر ليس لك إلا أن تجلس مكانك وتنتظر قدرك، ولك أن تتخيل حال الركاب وأنا منهم، أغمضت عيني وبدأت في تلاوة القرآن والتفكير في أولادي، ليس هذا ما أردت قوله، زبدة حكايتي ستأتي فيما بعد. الشاهد في القصة أن صديقتي الضاحكة دوماً والمبتسمة دوماً والتي كانت تجلس على يميني لم تهتم كعادتها بما قاله الكابتن وواصلت ما كانت تقوله، تضحك وتعلق وتطلق النكات، وأنا «في مود آخر» أضغط على أعصابي كي لا أنفجر في وجهها، حتى فقدت حلمي وكياستي وصرخت في وجهها «دعيني أقلق براحتي»!! لحظة صمت سادت بيننا، أعدت فيها ما قلته من جديد إنما بصيغة تساؤل هذه المرة «دعيني أقلق براحتي»؟ كيف للقلق أن يرتاح؟ ما هذه الجملة المركبة المعقدة التي اكتشفت خطأ تركيبتها بعد أن بحت بها، ومنذ ذلك اليوم ظلت هذه العبارة عالقة في ذهني كلما شاهدت محبطاً متشائماً يرفض رفضاً تاماً أن يستمع لأي صوت خارجي يقطع عليه حبل اكتئابه وإحباطه ويشيح بوجهه عن أي قشة تفاؤل تعيد له الأمل وتحييه من جديد وتعينه على الوقوف والنهوض.لهذا عزيزي البحريني أسألك هل عندك استعداد أن تتفاءل؟ أم تريد أن تقلق براحتك دون إزعاج؟فكم الإحباط و«التحلطم» عندنا في الشعب البحريني كالطوفان في نفوسنا والأهم في نفوس شبابنا أكثر من «شيابنا»، وله أسبابه وكثير منها صحيح ومبرر، ولكن... وآه من ولكن، لأنك لو حاولت مجرد محاولة أن تدعوه للنظر حوله أو لدعوته لإرجاع بصره من جديد عله يرى بصيص أمل هنا أو هناك أو شيئاً ما يدعوه للتفاؤل، فإنك ستواجه بصرخته في وجهك «دعني أقلق براحتي» ولن يدعك تكمل لأنه سيوجه سهام غضبه وإحباطه وتذمره عليك وكأنك أنت سبب شقائه!!الأحد القادم تاريخ 27 مارس تقيم وزارة شؤون الشباب والرياضة مؤتمراً بعنوان «النجاح قبل الثلاثين» سيتحدث فيه 11 شاباً وشابة نجحوا نجاحاً باهراً ملفتاً للنظر رغم أنهم لم يكملوا الثلاثين من عمرهم، وتخطوا صعوبات وتحديات واجهتهم، ليحكوا قصص نجاحهم، ولمن سيحكون؟ لشريحة كبيرة من الشباب تعودوا أن يرفضوا الاستماع لقصص التفاؤل والنجاح لأنهم يريدون أن «يقلقوا براحتهم» دون إزعاج من الناجحين!أنا أعتبرها مجازفة وعكس التيار وتحدياً، أن تدعو للاستماع لمثل هذه القصص في مثل هذا الوقت حيث الطاقة السلبية طافحة في مجتمعنا، لكنني أشد على يدهم لمحاولتهم الجريئة والصادمة لمد قشة تفاؤل لمن غرق في اليأس والإحباط، ولمن تعود أن يسير في اتجاه واحد ولا يغير مساره حتى لو انقطعت به السبل واكتشف خطأه فإنه يفضل أن «يحرن» ويبقى على مساره الخاطئ على أن يبدأ من جديد أو يفكر مجرد التفكير بتغيير المسار، فهل ستجد هذه القصص مستمعاً لها؟ وإن وجدت هل ستؤثر في حلحلة أطنان الكآبة وكسر آلية «التحلطم»؟وإن استمعوا هل سيعيدون التفكير في طريقة تفكيرهم؟ أو ربما سيستمعون ومن بعد خروجهم سيقولون «ياااا» هؤلاء الذين تحدثوا جاؤوا من كوكب آخر، أو وجدوا دولة تساعدهم أو حكومة هيأت لهم أسباب النجاح.. وإلخ من شماعات الأسباب التي تحيل المسؤولية على أي هدف آخر بعيداً عنهم، وسيعاودون بعد خروجهم «القلق براحتهم» كما اعتادوا دون إزعاج من ناجحين «فارغين»؟عزيزي البحريني هل عندك استعداد أن تغير مسار حياتك وطريقة تفكيرك، أي هل عندك استعداد للتفاؤل؟لمزيد من المعلومات# التواصل:الاتصال 34470585الموقع الإلكتروني mys.gov.bhالإنستغرام: iyc_bh# الموقع: جامعة البحرين - قاعة الشيخ عبدالعزيز - الصخير.# فترة المؤتمر: من الأحد 27 مارس - الأربعاء 30 مارس.# جميع الجلسات تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً، والافتتاح سيبدأ الساعة 11:30 صباحاً يوم الأحد.ملاحظة# بلغ عدد الدول المشاركة من خارج البحرين 32 دولة، تشارك كل دولة بمجموعة من الشباب والفتيات.# وبلغ عدد المسجلين من داخل مملكة البحرين أكثر من 600 مشارك من الجامعات والمدارس الخاصة والحكومية والوزارات والشركات. وأيضاً هناك مشاركون بشكل منفرد.القاعة تتسع لألف مقعد فسارع لحجز مقعدك. قيمة رسوم التسجيل 5 دنانير.
Opinion
عزيزي البحريني هل لديك استعداد للتفاؤل؟
21 مارس 2016