تناولنا في المقال السابق الاستراتيجيات الست لكسب ثقة مديرك بوجه عام، وفي السطور التالية نتحدث عن الاستراتيجية الأولى، وهي «التمكن من الحدث المهني»، وتدور حول مفهوم اجعل مديرك مستغنياً عن السؤال «كيف تسير الأمور؟».إنّ أحد أهم المخاوف المكتومة في عقل كل قائد إداري هو أن يقع موظفوه في أخطاء تؤدي إلى الفشل في المهام الموكلة إليهم، أو تطور الأخطاء إلى مشاكل، والأشدُّ رعباً أن يكونوا منزلقين إلى هوة وهم غير مدركين لذلك!لذلك يتعمد بعض هؤلاء القادة الإداريين إلى التركيز على أحد الجوانب في عمل موظف ما، ثم يبدؤون بطرح أسئلة استقصائية حول تفاصيله، وفي كثير من الأحيان يتجول بعض هؤلاء القادة عن قصد غير معلن في أحد الممرات، أو أماكن تواجد الموظفين أو عملهم، ويسألون أحدهم بشكل عابر سؤالاً، يبدو أنه أيضاً بسيط، وربما يتعلق بسير العمل. إذا كانت إجاباتك على تلك الاستقصاءات مهذّبة وواثقةً ومتزنة، فإن المدير سيعتقد أنك تمسك الدفة وتسير الأمور بكفاءة، وإذا تلعثمت في الإجابة، أو حاولت التملص والمراوغة أو كانت إجابتك ضبابية فسيعتقد أن أمورك مختلة وفوضوية وأنك قد تكون مصدر قلق.بما أنك لا تعرفُ مسبقاً الأسئلة التي سيطرحها رئيسك، يجب أن تكون مستعداً لكلِّ الاحتمالات. ولكي تنجح في طمأنة المدير واكتساب ثقته عليك الالتزام بتطبيق تلك النصائح التالية الأساسية -المتوقعة- التي ينتظرها المدير من موظفيه الثقات حيث ربما تصبح في وقت قصير أحدهم:1- الاعتمادية: عليك أن تتابع مهماتك إلى النهاية، وأن تكون ملماً بتفاصيل عملك، وأن تنفذ بالفعل ما تقول إنك ستقوم به.2- الاحترافية: ينال أرفع التقدير والمكانة عند المديرين الأفراد الذين يبذلون الجهد والوقت في سبيل زيادة فهمهم لتخصصهم.3- الأمانة والصدق: أهم اختبار هو مقدرتك على التأكيد دوماً أن جوهر عملك هو السعي لأن يكون قرارك هو القرار الأمثل حتى وإن اختلف ذلك مع توجهاتهم.4- الاهتمام والحرص: عليك أن تكون حذراً جداً عند مناقشتك إجراءات أو خطوات تصرفه أو حديثه بشأن مشكلة معينة من خلال طرح اقتراحات وحلول وليس طرح أعذار.5- الموضوعية: الكثير من المديرين المحترفين أو القادة يرغبون فعلاً في أن يعرفوا هل قراراتهم صائبة أو إدارتهم فعالة؟ خاصة عندما لا يكون هناك أساس صحيح لتقييمهم أو مقنع لهم، لذا إياك أن تستغل الفرصة بحماقة وتنتقد نقداً مباشراً ولاذعاً أو أن تتحول إلى واشٍ وناقل للأخبار، ففي الأولى ستكسب عداء مديرك وإن كنت على حق، وفي الثانية ستخسر احترامه وإن كان ما تنقله من أخبار صحيحاً.6- المعرفة: كن متمكناً وصاحب خبرة مميزة في مجال محدد أو مجالين، ولا تدّعِ المعرفة بكل شيء يهم مديرك أو مجال عمله، فقط ركز وطور قدراتك فيهما.* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية