على الرغم من النجاح التنظيمي المتميز لاحتفالية نادي المحرق التي شهدها فندق روتانا أمواج الأسبوع الماضي بمناسبة تكريم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الحائز على بطولة كاس جلالة الملك المفدى للموسم الحالي 2015 – 2016 إلا أن ثمة لقطات ولحظات فاقت في معانيها الإنسانية كل ذلك التميز التنظيمي، ولعل أبرزهذه اللقطات هي تلك اللحظات التي جسدت معنى الوفاء حينما نادى المذيع الداخلي للحفل باسمي رمزي كرة القدم البحرينية والمحرقاوية عيسى يوسف بونفور وأحمد يوسف بن سالمين اللذين سارا جنباً إلى جنب متشابكي الأيدي في طريقهما إلى مسرح الاحتفالية وسط تصفيق كل من كان في القاعة في مشهد يؤكد اللحمة وصدق المشاعرالتي كانت سمة من السمات السائدة في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي في مجتمعنا الرياضي البحريني عامة والمجتمع الرياضي المحرقاوي على وجه الخصوص ..عيسى بونفور وأحمد بن سالمين لم يكونا مجرد لاعبي كرة قدم إنما كانا رمزين من رموز الإخلاص والولاء والوفاء لنادي المحرق وشعاره الذي يحمل خارطة المحرق وبعد ذلك قلعة عراد الشامخة التي تعد إحدى أبرز معالم الجزيرة الباسلة ..ليس هذا فحسب بل أن تكريم الغائب الحاضر المايسترو المحرقاي الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة – شافاه الله وعافاه – جاء ليؤكد بأن الوفاء والمحرق وجهان لعملة واحدة بالضبط مثلما هي البطولات والمحرق وجهان لنفس العملة مهما تعاقبت الأجيال، والإحصائيات تشهد على ذلك قبل أن تشهد لها خزائن النادي الممتلئ بالدروع والكؤوس الكروية و غير الكروية.وفاء المحرق لم يتوقف عند حدود المستطيل الأخضر بل تجاوزه إلى مدرجات الجماهير المخلصة التي شملها التكريم المعنوي من خلال رابطة النادي بقيادة أبناء محبوب الغارقين في حب المحرق حتى النخاع، كما شمل هذا الوفاء عدد من الصحافين الرياضيين المخضرمين وكان لي شرف الاصطفاف معهم ..كل هذه المشاهد تدل دلالة واضحة وصريحة على أن تلك الأمسية لم تكن مجرد حفل تكريمي لأبطال أغلى الكؤوس بل أنها كانت أمسية وفاء يؤمن بها نادي المحرق أكثر من كثير من أنديتنا الرياضية التي ما يزال عدد كبير من نجومها الذين صنعوا تاريخها يفتقدون إلى أبسط حقوقهم وهي العضوية!!