ثلاثة أيام فقط تفصل العالم عن موعد انطلاق سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1 لهذا العام، والذي يصفه المعنيون بأنه الحدث الرياضي الأكبر الذي تستضيفه مملكة البحرين، فأنظار العالم تتجه في الفترة من 1 إلى 3 أبريل إلى البحرين، بينما سيعيش من يبتسم له الحظ فيتواجد في حلبة السباق ثلاثة أيام مليئة بالمتعة والإثارة.حسب ما هو مدون في تاريخ هذه الرياضة فإن «السباق الأول على حلبة البحرين الدولية أقيم في 4 أبريل 2004، ودخل التاريخ باعتباره أول سباق جائزة كبرى للفورمولا واحد يقام في الشرق الأوسط». لكن من المهم الالتفات إلى أن هذا السباق ليس حدثاً رياضياً فقط، ولكنه حدث اقتصادي واجتماعي وثقافي أيضاً، فهذا المشروع الذي يسيل له لعاب الكثير من الدول بسبب مردوده الاقتصادي الكبير يدرك الجميع أبعاده الاجتماعية والثقافية، ويكفي أن إقامته في موعده في كل عام صار يعبر عن مدى قوة وصلابة الدولة، وهزالة وضعف من سعى في سنوات سابقة ولايزال إلى تأليب العالم ضده، ويحاول تعطيله بالتشويش عليه وبربطه قسراً بأحداث سياسية معينة.لا علاقة لهذا السباق بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد، فهذا حدث رياضي بحت له مردود اقتصادي كبير، وله أبعاده الاجتماعية والثقافية، والمشاركون فيه ومتابعوه رياضيون بالدرجة الأولى، ومحبون لهذه الرياضة وللمتعة والإثارة، وكلهم في الغالب بعيدون عن السياسة، ويرفضون تسييس الرياضة. لهذا فإن محاولة البعض الربط بين السباق وبين أحداث سياسية معينة باءت في كل مرة بالفشل، بل بالفشل الذريع، تماماً مثلما أن التقارير التي صاروا يصدرونها ويضمنونها أرقاماً من عندهم عن تكبد هذا المشروع خسائر مالية «يفرحون بقولهم عنها إنها ضخمة» لم يكن لها أي تأثير لأن الواقع ينقضها. المثير أن الجمعيات السياسية لاتزال بعد كل هذه السنوات من محاولات الربط القسرية بين السباق والأحداث السياسية دون القدرة على تحديد موقفها، ورفض هذا المستوى من التفكير الذي يريد البعض أن يفرضه على المواطنين وعليها، في الوقت الذي تستطيع فيه أن توضح للجمهور على الأقل أن المشروع رياضي واقتصادي بالدرجة الأولى وأن تشجيعه ودعمه فيه مصلحة للمواطنين وللوطن. واحد فقط من قياديي جمعية «الوفاق» حضر ذات مرة التحضيرات للسباق أو ربما اليوم الأول منه وصرح للصحافيين بأن «المشروع يخدم الاقتصاد الوطني وينبغي أن يدعم»، وبدل أن يسند من «رفاقه» وتستغل جمعية «الوفاق» والجمعيات السياسية الأخرى الفرصة لتسجل نقطة لصالحها أصدرت «الوفاق» بياناً ذكرت فيه أن تصريحات ذلك القيادي لا تعبر عنها وعاتبته وربما هددته، بينما سكتت الجمعيات السياسية الأخرى واعتبرت سكوتها موقفاً وطنياً.واقعاً، كل من وقف أو لايزال يقف ضد هذا السباق ظلم ويظلم الوطن والرياضة والاقتصاد والمجتمع بل ظلم ويظلم نفسه، ومنطقاً فإن اتخاذ موقف سالب منه يؤكد قصر نظر ويعبر عن تخبط وقلة استيعاب من يعتبر نفسه «معارضة»، ذلك أن الربط خاطئ بنسبة مائة في المائة، عدا أن تخريب المشروع لا يكسب رافضيه شيئاً بينما دعمه حتى ولو بالسكوت يحقق للوطن الكثير من المكاسب.ربط سباق «الفورمولا1» قسراً بأحداث سياسية والادعاء بأنه يغطي على أحداث معينة يعبر عن قلة فهم ويؤكد أن من يعتبر نفسه «قيادياً ومعارضة» لا يدرك فوائد هذا السباق ومردوده و»يقط خيط وخيط». وكما في كل عام، ستبوء كل محاولات تعكير صفو السباق بالفشل، ولن يلتفت أحد من المشاركين فيه والمتابعين سواء من الداخل أو الخارج إلى ما يقوله أولئك أو يفعلونه.