تصريحات السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين ويليام روبيك في حواره مع صحيفة «البلاد» البحرينية تصريحات دبلوماسية ومنطقية، بل واضح أنه يحاول أن يحافظ على الصداقة العريقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، خصوصاً عندما تناول تطرف وإرهاب إيران في المنطقة، ومنطقية تصريحاته ليست لأنها تمثل قناعاتنا الخليجية بأن إيران تحاول زعزعة أمننا وتصدير الإرهاب لدولنا، بل لأنه واقع مرير تعيشه دول الخليج، فالصراع الإيراني في المنطقة لن ينتهي إلا إذا انتهى الصراع العربي الإسرائيلي، فالصراعان هما أجندة واحدة «شرق أوسط جديد». أجندة إيران السياسية والعسكرية واضحة بالنسبة للبحرين ومنطقة الخليج، والتدخل المستمر في الشؤون الداخلية لدول الخليج خصوصاً البحرين معلن بوضوح، فهذه الأجندة ترجمت في صورة الإرهاب الذي يهدد البحرين منذ 2011، فتلك الأحداث واضحة كوضوح الشمس، ولا تحتاج إلى محلل سياسي أو عبقري أن يفك شفرة إرهاب إيران في البحرين ومحاولاتها المستمرة للإرهاب، سواء من خلال التصريحات المعلنة من قياداتها أو من خلال التدخل المستمر لزعزعة الأمن والاستقرار. نعم، تصريح السفير الأمريكي هو دعم لحكومة البحرين لمواجهة التحديات الإيرانية في المنطقة، وهذا كلام على قدر من المسؤولية من رجل دبلوماسي يحرص على أن يمثل الشعب الأمريكي وما يكنه هذا الشعب لدولنا من احترام، احتراماً لعقولنا واحتراماً لنا كمواطنين متمسكين بعروبتنا وإسلامنا ووطننا، وهذا ما تفعله الشعوب عموماً تجاه أوطانها، في المقابل هل كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يمثل نفسه أم كان يمثل الشعب الأمريكي عندما تساءل في حواره عن أن «الفوضى التي تحدث في الشرق الأوسط ومن أحدثها» هل أحدثتها السعودية أم دول الخليج أم إيران أم أيادٍ خفية؟ وماذا عن الصراع الأزلي بين العرب والكيان الإسرائيلي، من المغتصب ومن يدعم هذا الاغتصاب؟ الرئيس الأمريكي يدعو إلى «التعايش بين السعودية وإيران لتحقيق السلام»، فهل دعا إيران إلى التعايش السلمي برغم ممارساتها الإرهابية، وهو يشهد بذلك؟! هل هو جاد عندما قال إن «المنافسة بين السعودية وإيران هي التي ساعدت في النزاعات والحروب بالوكالة»؟! من يستعمر العراق وينهب خيراته ويذبح من ليس على ملته؟ ومن يساعد النظام السوري في قتل الشعب الأعزل؟ ومن سحب البساط من الحكومة اللبنانية؟ ومن يصدر الإرهاب لليمن والبحرين ودول الخليج؟ أوباما يزعم أن «حلفاء الولايات المتحدة في الخليج يتطلعون لجر واشنطن إلى صراعات طائفية طاحنة»، هل كان أوباما بمعزل عن التاريخ وتاريخ الولايات المتحدة معروف في الهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط في محاولة جادة لتقسيم الشرق الأوسط؟ من أثار الفوضى بين العراق وإيران، ومن سمح لإيران بأن تدير الفوضى في منطقتنا؟ ومن يحاول أن يثير الفوضى من جديد بكلامه غير المسؤول؟ من يمثل من؟ هل الشعب الأمريكي يمثل أوباما أم أوباما يمثل الشعب الأمريكي؟ وماذا عن سفراء أمريكا، هل يمثلون أوباما أم يمثلون الشعب الأمريكي؟ هل أراد أوباما أن يعطي بتصريحاته للرأي العام الأمريكي إيحاءً أو دليلاً على سلميته في منطقة الشرق الأوسط، وأنه لا يسعى إلى توريط الجيش الأمريكي مثلما فعل الرئيس السابق جورج بوش وأن تورط فيما بعد فلا حول ولا قوة؟! التساؤلات كثيرة، لكنها هي بالتأكيد إجابات واضحة وأهمها؛ هل التصريحات النارية هي غطاء ستر لإيران وإسرائيل أم إيحاء بمشارف سقوط دولة؟!