بين الفترة والأخرى نتابع تصريحات وتغريدات العديد من الرياضيين ذوي الخبرة والدراية في مجالهم تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الرياضية من أمور تدريبية مثل وجهات نظرهم في اختيار المدربين أو السياسات التدريبية أو اختيار لاعبي المنتخبات أو تشكيل اللعب في المباريات والعديد من المواضيع ذات الصلة. وفي نظري هذه الآراء يجب الاستفادة منها والعمل على تطبيقها على أرض الواقع بل وإقامة جلسات عصف ذهني لمثل هذه الخبرات لاستغلال أفكارهم ونظرتهم فهم من عرك الرياضة وتكدست لديه الخبرات حتى باتوا خبراء في مجالهم وقدوات لمن خلفهم . من الجميل فعلاً أن تأخذ برأي الخبراء كما أسلفنا ولكن الأهم والسؤال الملح الذي يطرح نفسه هل كل هذه الآراء جاءت من خلال معرفة أكيدة بالواقع بمعنى آخر هل هذا المحلل أو الذي قام بإصدار تصريحات وأحكام استنبط رأيه من خلال سؤال المعنيين والتثبت والحضور والتواصل الشخصي والتحليل العلمي والمنطقي لكي يتبلور لديه قرار أو حكم معين أم تم بناء الحكم على نقل من شخص آخر أو من صفحات الجرائد فقط أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. إن من نحرص على استفادة الرأي العام الرياضي من خبراتهم يجب أن تكون معلوماتهم موثوقة فلا تعليق وتحليل عن مباراة دون حضورها أو لا نقد ونصح لنادي أو اتحاد دون سؤال العاملين فيه ومعرفة وتمحيص رأي الجميع حتى يكون رأي المحلل بعدها أكثر علمية وأكثر مصداقية وأكثر إقناعاً للمتابعين بعيدا عن التخبط أو اتهام أطراف بالتقصير ومن ثم الاعتذار منهم بعد ظهور الحقيقة فالتحليل هو التثبت قبل إصدار الأحكام وليس بعد أو ليس في المقام الأول إلقاء التهم أو الملاحظات وانتظار المعني للرد فهذا ليس بمنهج علمي. ختاماً إن التدريب على وسائل البحث العلمي والمنهجي المبسط واستقصاء الحقائق هي أدوات المحلل الناجح والمميز والذي يحترم رأيه الجميع والسبيل في ذلك التدريب والقراءة وتنمية هذه المهارات لأن قوة التحليل ليست بالجرأة في الطرح بل في العلم والدراية بالواقع وتقديم الفكر الناضج.