92 ألف شخص هم من حضروا فعاليات سباقات «الفورمولا1» في البحرين حسب البيانات الرسمية، والذي كان من أبرز السباقات العالمية لهذا العام، من حيث تسجيل عدد الحضور فيه. هذا الحدث الرياضي الذي تزامن مع معرض البحرين الدولي للكتاب إضافة لفعاليات ربيع الثقافة، ومعرض الحرف اليدوية في المنامة، وغيرها من الفعاليات الجميلة الأخرى التي تشهدها مملكة البحرين، كل هذه الفعاليات أخرجت الناس من بيوتها وجاءت بمئات الآلاف من الزوار إلى البحرين من أجل الفرح والمشاركة في الحياة وإيصال رسالة مفادها رفض كل أشكال التقهقر والاستسلام للظلام.سيظل تسجيل هذا العدد الكبير من الزوار لحلبة البحرين الدولية والمشاركة في كل فعالياتها الحية والمباشرة عبارة عن صرخة ورغبة من الناس، ليعيشوا بعيداً عن تشوهات السياسة وأحداثها المثيرة لغريزة الفوضى، ولتعزيز وعي الناس بأهمية الفرح والنجاح وحب الحياة، فالذين زحفوا لحلبة البحرين الدولية من جانب ومن جانب آخر أكملوا زحفهم إلى معرض الكتاب من أجل مزيد من الاستنارة وتثبيت الوعي إضافة لحضور بقية مهرجان ربيع الثقافة من محاضرات وأمسيات شعرية ومهرجانات موسيقية في كل منطقة من مناطق البحرين، يعطينا مؤشراً حقيقياً في رغبة المجتمع للتخلص من آثار كل الأزمات السياسية وتبعاتها، والاستعداد للبدء في خوض جولة من الحب والفرح والبناء والعطاء، دون النظر إلى كل المعطيات السياسية السلبية سواء في البحرين أو في عموم المنطقة.حضر الناس لحلبة البحرين لمشاهدة السباق وللاستمتاع والغناء وممارسة كل أنواع الفرح، فهناك تسقط الأعراق والفواصل العرقية والمذاهب الدينية والأجناس وكل ما من شأنه رسم تفضيلات على مفضلات أخرى، فكل ذهب هنالك بإرادته ليشهد جواً من الألفة والتعبير عن الشخصية المستقلة في مجالات أشبه بالحرية والخصوصية، بعيداً عن كل مظاهر السياسة وأوجاعها، فمن أراد أن يفتح أو يصنع للفرح عنواناً لم يكن أمامه إلا أن يذهب إلى هنالك، بعيداً عن كل صوت يمكن أن يتخمه بهموم السياسة، ليعبر فيها عن ذاته، فجاء سباق البحرين ومرفقاته من أحداث وفعاليات ثقافية وفنية وفكرية، لتكسر حاجز الجمود الذي أصاب جزءاً من الحراك الاجتماعي الذي أفضى في بعض مراحله إلى الجمود والتقهقر، ليعلن أن الفرح لابد أن يعود للبحرين، ولأجل أن يتعافى من رواسب الماضي والكثير من الاحتقان الذي خلفه التطرف السياسي والمذهبي، كان لابد علينا أن نفرح ونغني وننتصر للحياة.في حلبة البحرين، لا مجال للسياسة ومخاضاتها هناك، كما لا يمكنك أن تمايز أو تفاضل بين الحضور، فالجميع شد رحاله من أجل المتعة والفرجة وتطهير النفس من درن التعب السياسي ومخلفاته، فكانت الفعاليات صرخة في وجه النكد، وما أحوج البحرين للكثير من الصرخات التي يجب أن يتكرر صداها في داخل الناس من أجل بناء مجتمع سوي يخلو من أمراض الطائفية، وهذا لن يتحقق إلا بخلق فرص وإبداعات ومظاهرات رياضية وثقافية بحجم «الفورمولا1»، وبحجم «ربيع الثقافة».
Opinion
تغليب الفرح في «الفورمولا» و«ربيع الثقافة»
06 أبريل 2016