يعتبر السابع من أبريل من كل عام، هو «يوم الصحة العالمي»، وكما هو المتعارف عليه يجب أن تختار منظمة الصحة العالمية عنواناً رئيساً لهذا اليوم، فكان عنوان هذا العام هو «داء السكري»، والذي يعتبر من أخطر الأمراض القادمة والمنتشرة بشكل مخيف جداً في كل أنحاء العالم.يؤكد أحد أهم التقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية أن «في عام 2008 قد أشارت التقديرات إلى أن 347 مليون شخص في العالم مصابون بداء السكري، وأن معدل انتشاره آخذ في التزايد، وخصوصاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي عام 2012 كان هذا المرض هو السبب المباشر في أكثر من 1.5 مليون وفاة، حدث أكثر من 80% منها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتتوقع المنظمة أن داء السكري سيحتل المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسة بحلول عام 2030». هذه الأرقام المخيفة التي تحبس الأنفاس، ربما يكون للبحرين نصيب كبير فيها، ففي عام 2014 أكدت وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق أن «نسبة الإصابة بمرض السكري لدى البالغين بعد سن 20 سنة نحو 14.3 % وتصل إلى 20% بإضافة المعرضين للإصابة، وللأطفال فيلاحظ من الإحصائيات أن عدد الحالات الجديدة للمرض من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ففي خلال السنوات العشر الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من 18 حالة سنوياً إلى ما يقارب 45 إلى 60 حالة سنوياً». وفي تقرير صدر في عام 2013 أكد أن نسبة انتشار مرض السكر في البحرين تقدر بـ15%، في حين تحتل البحرين المرتبة الخامسة خليجياً في نسبة انتشار السكر النوع الثاني والتاسعة عالمياً في الإصابة.لعل من أبرز العوامل التي تؤدي للإصابة بهذا المرض كما تقول بعض التقارير، التغذية النمطية السيئة والعادات الغذائية السلبية، التي يمكن أن تؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة للإصابة بمرض السكري، ولهذا ينصح بعض الأطباء «بأنه يمكن تجنب حدوث السكري ومضاعفاته عن طريق الالتزام بالحمية الغذائية وتغيير نمط الحياة ليكون أكثر إيجابية، كما يمكن تجنب حدوث «القدم السكرية» عن طريق المتابعة المستمرة واتباع الحمية الغذائية والإرشادات الطبية وأخذ العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب المعالج، مع المحافظة على حضور مواعيد المعالجة واتباع إرشادات تفقد القدم».في البحرين اليوم نحتاج إلى مزيد من التوعية والإرشاد فيما يتعلق بمرض السكري، بدءاً من الأنماط الغذائية السيئة والتي عادة ما تبدأ من داخل الأسرة، ولا تنتهي إلا بالإصابة بالمرض، كما يقع على عاتق وزارة التربية إضافة لوزارة الصحة الكثير من العبء فيما يخص برامج التوعية الغذائية والصحية التي تخص هذا المرض الفتاك، فيكفي أن نعرف مرتبة البحرين عالمياً فيما يتعلق أيضاً بهذا المرض لتقوم الدولة بحزمة من الإجراءات الضرورية والعاجلة لمحاربته والوقوف بوجهه، عبر برامج وتوجيهات جادة للحد منه والقضاء عليه، وإلا ستكون البحرين مرشحة لأن تنال مراتب أكثر تقدماً بين دول العالم في تسنمها لجدول مرض السكري. هذا اليوم، هو أفضل الأيام المناسبة للحديث بواقعية لتوعية الناس هنا بمخاطر مرض السكري لتجنيب الأجيال القادمة خطره وخطورة الأنماط الغذائية السيئة التي عملنا بها لسنين طويلة بفضل شركات تجارية رأسمالية جشعة تهدف للربح ولو على حساب سلامة الإنسان وصحته.