أسلوب فرضته في مقال الجمعة بأن أنثر رسائل حب إلى كل من تتعانق مشاعري مع مشاعرهم وأحاسيسهم.. لأنني على يقين.. بأن النفس عندما تتجول في عالم الأحاسيس.. تستطيع أن تحافظ على مكانتها في القلوب، وتغير من روتين نفسها، وتصحح من مسارها في الحياة.. هي المشاعر التي جالت في خاطري في برنامج «هذا المساء» للإعلامي القدير سامي هجرس في حلقة خصصت عن «اليتيم» وجهود المؤسسة الخيرية الملكية في رعاية الأيتام والأرامل والفئات المحتاجة.. وتأتي هذه الحلقة في سياق الاحتفال بيوم اليتيم العربي تحت شعار «بصمة عطاء» الذي تحرص المؤسسة على الاحتفاء به سنوياً ضمن حرصها على تجديد معاني العطاء لخدمة هذه الفئة من المجتمع.الحلقة في مجملها العام كانت مليئة بالمشاعر والأحاسيس وبرزت بصورة مغايرة عن الحلقات «الفلسفية»، حيث عبرت عن عطاء المؤسسة الخيرية الملكية الذي امتد إلى 15 عامًا في خدمة أهل البحرين، والجهات المنكوبة في شتى أنحاء المعمورة.. وقدمت شكرها لرجل الدولة الأول، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية الذي أطلق فكرة إنشاء «لجنة خاصة للأيتام والأرامل»، في مملكة البحرين، لتكون المحضن الراعي لهذه الفئة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالصائم الذي لا يفطر، وكالقائم الذي لا يفتر»، والمسكين يطلق على اليتيم.. لقد كانت فكرة إنشاء هذه اللجنة من أجل أن يكون للعمل الخيري والإنساني موطأ قدم في البحرين لخدمة المحتاجين والعناية بهم، ثم تطورت لتكون مؤسسة عامرة بالخير يرأسها جلالته ويتولى زمام إدارتها نجله سمو الشيخ ناصر، الذي يدعم ويسند فريق عمل المؤسسة المخلص والمتفاني في خدمة المحتاجين، والذين لا يتأخرون قيد أنملة عن تقديم الخدمات للمستفيدين بكل جودة وكفاءة..عبدالله الشاعر أحد المتحدثين في هذا المساء، فقد صال وجال عرفاناً بالرعاية الملكية وبأفراد المؤسسة الخيرية الملكية، حيث برزت شخصيته وترعرع في ظل مشروع «الملتقى القيادي»، الذي ساهم في صقل شخصيته وغير الكثير من صفاته، وارتقى ليصل إلى مرتبة يعشقها لخدمة أهل الخير.. كلماته المؤثرة هي صمام نجاح لكل شاب يواجه التحديات ويمر بالأزمات الحياتية.. فلم يعد اليتم شماعة لليأس والحرمان.. بل هو بوابة نجاح وتحد وقيادة للحياة.. وهذا ما تعلمناه من رسول البشرية صلى الله عليه وسلم الذي عاش يتيماً ولكنه صنع دولة عظيمة للإسلام فرضت ظلالها على أصقاع كثيرة من العالم.. ثم كانت المتحدثة الأخرى أسماء عبدالله التي هي الأخرى أحد ثمار الملتقى القيادي، حيث أسهبت في الحديث عنه، وكيف ساهم في الارتقاء بشخصيتها.. ولعل القارئ يتساءل عن فكرة ذلك الملتقى؟ فهو محضن قيادي وتربوي واجتماعي ونفسي نفذت تجربته المؤسسة في فترات ماضية من مسيرتها، شارك فيه نخبة كبيرة ومتميزة من المدربين من داخل وخارج البحرين، فضلاً عن المشاركات الاجتماعية والبرامج التواصلية الأخرى..من الممتع أن تعمل مع فريق عمل همته أن يعطي من أجل أن يصنع البسمة والسعادة في نفوس الآخرين.. والأجمل أن يكون هذا الفريق متجانس يفهم بعضه بعضا من أجل أن يقدم الخدمة المتميزة ويتقن عمله من أجل أن يرضي ذاته ويرضي من حوله، ويساهم في صناعة النجاح والتميز.. هي رسالة رقيقة اقرأها كلما سنحت لي الفرصة، لأكون ضمن فريق فاعل يعشق التحدي وينجز المهمات ويبادر لتحمل التكاليف بلا كلل أو ملل، وبلا تذمر أو ضجر.. فريق همه أن يعطي عطاء لا ينتظر بعده الشكر.. فريق يقرأ أحاسيس كل فرد، فيفزع لينجز ويقدم عمله فوق طبق فاخر.. ففريق العمل المتجانس وبخاصة في إطار العمل الخيري قد يحقق نجاحاته المتتالية أفضل من فرق العمل الرسمية التي تكونت بناء على توظيف غير متناسق مع الهمم والعطاءات.. ومع إشراقة كل عام نجدد فيه العطاء لخدمة اليتيم والمحتاجين.. مع فريق له بصمة في كل النفوس.. همه نجاح الجميع.. ونجاح اسمه مؤسسته وبروز إنجازاتها ومجالاتها على كافة الصعد.إن الإبداع في العمل الخيري والإنساني يتطلب رعايته بتوفير الدعم المناسب حتى يحقق أهدافه ويرتقي بمجالات العمل بما يضمن انسيابية العطاء للفئات المحتاجة.. ومن الرائع أن تجد من يقدر هذه القيم ويساهم في رعايتها، ويتعهد كل من يعمل فيها حتى تتحقق الرؤى المشتركة بعمل خيري متألق في سماء الخيرية والعطاء.. * همسة:نظام العمل الخيري يحتاج إلى تحقيق التميز في مجالات تميزه عن غيره، وأفراد يؤمنون بالتغيير، ومشروع متجدد يبهر المستفيدين، ومناشط متعددة تخرج العقول من الفكر التقليدي في تقديم المشروعات، إلى فكر يؤمن بشمولية العمل الخيري ويساهم في رضا المستفيدين، ويبصم الإحساس الجميل في مشاعر كل زائر بما يقدمه له من ابتسامة وترحيب وتهليل وإهداء يخفف من الأجواء التقليدية في الأعمال.. العمل الخيري بحاجة إلى فلسفة جديدة قائمة على دراسة الأحاسيس وتنمية أسس الحياة.
Opinion
أحاسيس
08 أبريل 2016