أمتع ما في خصوم البحرين وكارهيها من أتباع «الولي الفقيه» الإيراني، أن تحالفاتهم «هشة»، ومن يراهن عليهم، يكتشف سريعاً «ضعفهم» فيتخلى عنهم!نعم، تحالفاتهم هشة، رغم أنهم يحاولون تصوير أنفسهم متحدين، في ذات المسرحية التي حاولوا «التمثيل» فيها تحت منصة «دوار الانقلاب»، لكنهم فشلوا، بدليل أنه بمجرد عودة حسن مشيمع من لندن، اختفى علي سلمان من الدوار لثلاثة أيام.أقول ذلك، لأن عمليات «التراشق» و»تبادل الاتهامات» آخذة في الازدياد بين معسكر الانقلابيين في داخل البحرين، وبين معسكر الانقلابيين خارجها، وتحديداً المتواجدين في لندن، ممن يصرف عليهم سعيد الشهابي من أموال أسياده الإيرانيين.المضحك بأن «خونة لندن» يحاولون دوماً «التفلسف» على نظرائهم بداخل البحرين، ويصورون أنفسهم الأبطال والصامدين والثابتين على الموقف، وأن من بالداخل «باعوا الانقلاب»!هو صراع سابق لأوانه لاقتسام غنائم مسبقة لمعركة يظنون أنهم سيكسبونها، رغم أنهم تجرعوا علقم الهزيمة بمرارة غير مسبوقة.لكن بعيدا عن أضغاث أحلامهم، يظل المضحك ما كشفه «خونة لندن» عن اللقاء السريع الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بممثل من «الوفاق» ووعد «خليل مرزوق ورضي الموسوي بحسب أصحاب الكشف الخبري»، وما تم تحليله وبيانه على أنه لقاء «توجيه صفعات ولكمات» من كيري للمعارضة البحرينية في الداخل، وأنه لقاء أسمع فيه المسؤول الأمريكي المتلهفين على لقائه كلاما قاسيا لا يعني سوى القوة المطلقة لمملكة البحرين في سيادتها على أرضها، ورسالة واضحة بأن الأمريكيين مع النظام البحريني ولن تكون الأمور كما كانت في السابق بأسلوب «مغازلة المعارضة».الإعلام المتضامن مع المحرضين ضد الدولة من قيادة دوار الانقلاب لم يشر لتفاصيل اللقاء، بل أورد الخبر كمعلومة سريعة، لكن التفاصيل جاءت من الطرف الخائن في لندن، وهو ما يثبت وجود اختراقات في صفوف معارضة الداخل، والمثير الهجوم الذي تعرض له من كشف وسرب الأنباء عن اللقاء من قبل موالو الجمعيات، مما دفع الشخص أن يغرد في «تويتر» متوسلاً تهدئة الوضع قائلاً «أنا أخوكم في النضال»!عموماً لا تهمنا علاقة الطرفين، فهما «كالفخار يكسر بعضه»، لكن مهم أن تفهم نوعية هذه العلاقة عزيزي القارئ المخلص للبحرين، فهؤلاء أضداد يتلاقون على كره البحرين ويتفقون على محبة المرشد الإيراني ونظامه، لكنهم يختلفون على الزعامة وعلى تقسيم الكعكة الكبرى.نعود لكيري، و»صواعق الكهرباء» التي أطلقها في جسد ممثل «الوفاق» وتابعه من «وعد»، فهؤلاء تراكضوا للقائه متلهفين لالتقاط كلمة هنا أو هناك ليستغلوها إعلامياً في الصراخ والنواح ضد البحرين، وباعتبار أن «أمريكا ووزير خارجيتها قالوا»، والمثير للضحك بأن هؤلاء «المستميتين» على ما يرميه الأمريكيون لهم، هم من الخنوع والتبعية العمياء المطلقة لإيران، بدرجة لا يقوون فيها على «النبس» بحرف اختلاف مع ما يأمر به مرشدهم الأعلى خامنئي. غريبون، يوالون إيران، ويغازلون أمريكا التي سماها الخميني «الشيطان الأكبر»!عموماً رسائل كيري واضحة، وكأنه يقول لهم «أوقفوا هذا الجنون»، أو «أوقفوا هذه الهرطقة»، وقال بوضوح التالي: «خطأكم أنكم قاطعتم الانتخابات، وإن لم تشاركوا في انتخابات 2018 فلا يجب أن تسيئوا لأي من المشاركين فيها». أيضاً: «عليكم بالعمل في الداخل، وترك العمل في الخارج، يجب أن تتحولوا لمعارضة وطنية». وطبعاً كلام كيري هذا واضحة مضامينه تماماً، ويثبت بأن عمل من يسمون أنفسهم معارضة هو للخارج ولا علاقة له بالوطنية، وإلا لما طالبهم بالتحول «لمعارضة وطنية»!طبعاً ممثلا المعارضة عولا على «استنطاق» كيري بتصريحات فيها «بكائيات» على علي سلمان وغيره من المدانين في قضايا تهديد الأمن القومي، وأمور أخرى متعلقة بمطالبات الدوار، إلا أن كل هذا لم يحصل، لم يضيع كيري وقته إلا لدقائق ليجامل هؤلاء، فالأهم لديه من زيارته للبحرين هو ضمان الدعم الخليجي والعربي للحرب على الإرهاب و»داعش»، ولا وقت لديه أصلاً «لطفوليات» معارضة منحتها البحرين المبادرة تلو الأخرى، وفتحت أمامها الحوار تلو الحوار، فما صدر منها إلا التعنت والكبر «ورفس» الفرص.وذلك فإن ردة الفعل الغاضبة ممن مازالوا يصدقون «مدعي النضال» في الداخل، شنوا هجوماً لاذعاً على «العميل الإيراني» في لندن الذي كشف تفاصيل اللقاء، والذي سربت معلوماته له من قبل «خائن» آخر داخل جمعية «الولي الفقيه» لدينا، لأنه باختصار فضحهم وعراهم، وطبعاً عرى أنفسهم معهم، بحيث أخذ «إخوة النضال» يتراشقون فيما بينهم «واللي ما يشتري يتفرج»، بينما كيري ركب طائرته وغادر، ومملكة البحرين بخطاب ملكها حفظه الله سجلت موقفاً قوياً من علاقاتها بالأمريكيين، دفع موفدي باراك أوباما لإعادة النظر
Opinion
كيري يقول لأتباع الولي الفقيه: !!«Stop the NONSENSE»
11 أبريل 2016