السيد كيري ينصح «مجموعته» البحرينية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تتخلى عن «الولي الفقيه» وعن «إيران» وعن «حزب الله» وعن «حزب الدعوة» في حين أن مجموعته هذه التي التقاها تستمد وجودها على أساس أنها تمثل وتنوب وتقوم مقام جماعة المؤمنين بالولي الفقيه، فكيف ستنسلخ هذه المجموعة التي ترعاها أمريكا عمن تمثلهم؟ وهل تملك مثل هذا القرار؟ وهل ملكه العبادي رئيس الوزراء العراقي أو ملكه من قبله نوري المالكي حين طالبتهم أمريكا بالابتعاد عن إيران حتى تملكه جمعية الوفاق البحرينية؟ كل هؤلاء يأتمرون بأمر شخص واحد مركزي القرار هو الولي الفقيه وهو الذي أجاز لهم وسمح لهم بتمثيل جماعتهم وبارك عن طريق وكيله قائمتهم الانتخابية، ولا يسمح لشيعي فما بالك بسني أو من أي ملة أخرى أن يكون عضواً في هذه الجمعية أو اسماً في قوائم ترشيحاتها، إن جمعيتهم تظل حصراً فقط على جماعة الولي الفقيه.أنت تطالبهم أن ينسلخوا عن كيانهم، لكنك لم تشرح لهم كيف يكون ذلك الانسلاخ؟ هل يمكنهم مثلاً أن يحلوا جمعيتهم ويؤسسوا جمعية جديدة وأن يشركوا بها سنة وشيعة من التيار المدني مثلاً وعضواً مسيحياً وعضواً يهودياً وأن ينزلوا بقائمة بها هذا الكوكتيل البحريني؟ مستحيل.هل يملكون أن يؤسسوا جمعية سياسية ليس بها معمم؟ مستحيل كيف ستكون إذاً كتلة «المؤمنين»؟ يا سيد كيري لا تغرك بدلاتهم فهناك تحت كل بنطال وجاكيت عمامة.من الصعب عليهم بل من الاستحالة أن ينسلخوا عن وليهم الفقيه أو عن المنظومة العربية لوكلاء الولي الفقيه في عموم المنطقة العربية، هم كحزب الله اللبناني أو العراقي أو الكويتي أو اليمني أو السعودي سواء الجناح السياسي منه أو الجناح العسكري، هم منظومة واحدة وكيان واحد، وما هم سوى أفرع لها وجميعهم قرارهم مركزي واحد لا يستطيعون الخروج عنه، حتى لو أراد فرد منهم لا يمكنه ذلك، ها هو العبادي رئيس للوزراء في دولة يفترض أنها عربية لكنه لا يملك القرار.انظروا لأكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن خرجت أمريكا إلى العالم الخارجي وعقدت تحالفاتها الدولية أي منذ سياسة الباب المفتوح عام 1899 التي حددت شكلاً جديداً للتحالفات الدولية، ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن نجحت أمريكا في بعض تحالفاتها وفشلت في البعض الآخر لخدمة أطراف التحالف، إنما أسوأ تحالف قامت به الولايات المتحدة الأمريكية هو تحالفها مع هذا الحزب في العراق، لقد سوقتموه داخل أروقة الكونغرس والبيت الأبيض على أنه الوجه المعتدل الديمقراطي المدني العراقي، بل حتى سعيتم لتسويقه في الأمم المتحدة، وأوصلتموه بأيديكم على متن دباباتكم للعراق، وها هو العراق الآن بعد 13 عاماً من حكم حزب الدعوة في أسوأ حالاته منذ عهد الآشوريين إلى اليوم لم يكن العراق بهذه الحالة، أي أن الحزب الذي اخترتم أن تضعوا يدكم في يده وتولوه الحكم هدم العراق هدماً وأوصله إلى عهد الكوليرا والأوبئة والجرب والطاعون، حتى الأمراض التي اختفت من على الكرة الأرضية عادت للعراقيين حين حكمه هذا الحزب، وسلمه لإيران لقمة سائغة والحرس الثوري الإيراني يعيث فيه فساداً وينتقل من خلال أرضه للقتال ذهاباً وإياباً إلى سوريا ويعود بتوابيت.. فوضى عارمة وتجربة فاشلة وتحالف يعد وصمة عار في جبين الشعب الأمريكي، إن خطاياكم في العراق لا يمكن أن تمحوها لو صلبوا كل أصحاب هذا القرار الفاشل إلى جانب المسيح. ومع هذه الحقائق الدامغة لفشل هذا الحزب وفشل الصيغة الدستورية التي زودتموه بها وفشل تحالفكم معهم إلا أن فطاحل المجموعة البحرينية التي تحالفتم معها من ذات الحزب تقول لكوادرها إن أفضل دستور وأفضل حزب وأفضل بلد هو العراق، الآن تقول لهم ابتعدوا عن حزب الدعوة؟ عزيزي كيري فات الميعاد على نصيحتكم.