وكالة «مهر» الإيرانية أوردت خبراً بالأمس مفاده أن الرئيس الإيراني حسن روحاني غادر القمة الإسلامية المنعقدة في تركيا، طبعاً دون أن تذكر السبب، والذي تمثل بإدانة المؤتمر لإيران وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول الأعضاء، بالأخص دول الخليج العربي، إضافة إلى جرائم «حزب الله» الإرهابية في سوريا، ما دفع روحاني ليترك مكانه ويحفظ ماء وجهه.بصراحة، خيراً ما فعل روحاني بخروجه من القاعة و«الهرب» من تركيا، إذ بعد الكلام الذي سمعه، وبعد الإدانات الصريحة والواضحة، من قبل الأعضاء، فإنه من «قلة السنع» أن يظل جالساً، وإن ظل فإنه يثبت «انعدام إحساسه» بما يدور حوله، لكن المهم في الموضوع، أن انسحاب روحاني أكبر دليل وإثبات على الاعتراف الإيراني بضلوع «إيران» في استهداف جيرانها بأعمال إرهابية، وأكبر إدانة على جرائم هذا النظام من خلال ذراعه العسكري «حزب الشيطان» فيما يفعله في سوريا.البحرين الموجودة بقوة في المؤتمر من خلال إنابة جلالة الملك حفظه الله لسمو ولي العهد، وكلمة جلالة الملك القوية التي ألقيت على مسامع الأعضاء، وبالأخص الإيرانيين، كان لها دور في «الهروب الإيراني» من القمة، سواء تمثل ذلك بروحاني أو أتباعه، فملك البحرين قال وبكل صراحة إن «مملكة البحرين عانت وما تزال تعاني من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها إيران و«حزب الله» اللبناني».طبعاً هذا الكلام المباشر يؤذي مسامع الإيرانيين، والذين مازالوا يمارسون دور الكاذب الذي «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»، ويحاولون بشتى الطرق «التلون» في العلاقات، والادعاء بأنهم «خير جيران» لكنهم مثل الجار الذي يرمي في بيت جاره الأفاعي والثعابين. ومثل موقف البحرين مواقف بقية الدول الأعضاء الذين طال كثير منهم الأذى الإيراني عبر الإرهاب المباشر أو دعم الطوابير الخامسة أو المجموعات الإرهابية في الداخل، بالتالي أدانت القمة الإسلامية بقوة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأعضاء، كما أدانت أعمال «حزب الله» الإرهابي في سوريا واليمن والبحرين وتونس.هذا الموقف الإسلامي يستحق الثناء، فاليوم لابد من العمل للقضاء على الإرهاب الذي يحيط بنا، ونحن في البحرين نقولها بكل قوة بأن إرهاب عملاء «الولي الفقيه» قد مسنا ولا يزال منذ عقود، ورغم أن أبواقهم الإعلامية الصفراء تصيح يومياً باسم «داعش»، إلا أن هذه الأخيرة لم نرَ آثارها جلية في مجتمعنا، والأهم لم نرَ أعضاءها وعملاءها وداعميهم بوضوح يسيرون بيننا مثلما نرى «الموالون» للولي الفقيه الإيراني.لذلك فإن إدخال «جارة السوء» الإيرانية في عزلة، هو هدف يجب العمل عليه، ولابد وأن يتوحد الخليج العربي والعالم العربي والإسلامي في هذا الاتجاه، فالنظام الإيراني، أو بالأحرى نظام خامنئي يعمل بأسلوب مضاد لكل العرب تحديداً والمسلمين عامة بالأخص ممن ليسوا موالين ومؤمنين بـ«ألوهية» الولي الفقيه، وأنه «ولي الله وخليفته» في الأرض!!يهرب روحاني من القمة جاراً وراءه سجلاً أسود دموياً في حقوق الإنسان، وبالأخص حقوق الإنسان الإيراني الذي قتل منه مئات الآلاف منذ جاء الخميني حتى يومنا هذا، الإنسان الإيراني الذي يشنق بلا محاكمة على أعمدة الإنارة في طهران، الإيرانيون العرب الذي يبادون في الأحواز العربية، حتى الشيعة منهم، فقط لأنهم عرب.يهرب روحاني في نفس اليوم الذي يوافق برلمان إيران على إلغاء الدعم النقدي عن 24 مليون مواطن إيراني، بالتالي ألغي 12 دولار عن كل مواطن شهرياً.دولة لا تهتم بمواطنيها بل تقتلهم وتفقرهم، تبعثر أموالها على عملاء وخونة في الخارج، فقط لتحارب كل ما هو «عربي»، فقط لتطبق خطتها الخمسينية لاحتلال منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.ومع كل هذا السجل الأسود وتفاصيله الكثيرة التي تحتاج لمجلدات لذكرها، ألا يهرب روحاني؟! والله كان عليه «العودة» لسيده ومولاه خامنئي منذ بداية المؤتمر، وتحديداً في اللحظة التي تجاهله خادم الحرمين الشريفين وكأنه ليس موجوداً، إذ من الاستحالة أن تمتد يد الحق والخير والقوة لسلمان بن عبدالعزيز لتصافح يد تمثل الغدر والقتل والجيرة السيئة والتي اعتادت على الخيانة والعداء.
Opinion
ملك البحرين يتحدث عن الإرهاب الإيراني.. وروحاني يهرب!!
16 أبريل 2016