أصبحت عملية التغيير الإداري والوزاري من الخارج في غاية الأهمية، وما نعنيه هنا أن يتم إشراك المواطنين بالبناء عبر تصوراتهم وملاحظاتهم لطريقة أداء الوزارات والوزراء، فكثير من الأحيان وبسبب انشغال الوزير، او المسؤول بالعمل المتواصل داخل المؤسسة يفوته أن يُحصي الأخطاء أو يراقبها أو ينتبه لبعض الثغرات التي قد تؤثر بشكل مباشر على الأداء والجودة، ومن هنا يكون لمن ينظر من خارج الدائرة، نظرة مختلفة، وعليهِ سيكون إشراك من هو خارج دائرة العمل - ألا وهو المواطن - الدور الكبير في اكتمال الصورة وكمالها.ليس هذا وحسب، بل من حق المواطن أن يبدي رأيه الصريح في أداء الوزراء ومؤسساتهم بطريقة حضارية، وذلك في سبيل تطوير مناخ تحسين العمل وجودته، بعيداً عن الشخصنة أو النقد الهدَّام، فحين يكون مصير الوطن ومصلحته ومستقبله هي القضايا الأهم في وعي المواطنين، سيكون طرح النقد البنَّاء من أهم القضايا التي يجب تثبيتها في وعي المجتمع والدولة معاً، وهذا ما نسعى لتبنِّيه والعمل من أجله.نحن هنا نذهب إلى أبعد مما يتوارد في أذهان الكثيرين من الناس، إذ إن البعض يطرح فكرة إشراك المواطنين في هذا المشروع المُتَصَوَّر من خلال صناديق نضعها في كل مؤسسة حكومية لرمي الملاحظات في تلكم الصناديق، لكننا نحن هنا نتكلم عن الشراكة المباشرة في تشكيل قرارات مؤسسات الدولة عبر الانفتاح على المواطنين وبعيداً عن كل الوسائل غير المباشرة.هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن تندرج تحت عنوان الشراكة الحقيقية بين المؤسسة الرسمية والمجتمع، لعل من أهمها أن يتم فتح حسابات إلزامية لكل الوزراء والمسؤولين عبر مواقع التواصل الاجتماعي كـ «فيس بوك» و»تويتر» و»انستغرام» وغيرها الكثير من أجل أن تصل ملاحظات المواطنين بشكل مباشر إلى المسؤولين دون حراس أو حجَّاب أو عبر صناديق مقترحات باردة، وهذا الأمر بات برتوكولاً ضرورياً في الدول المتقدمة، وحتى لا نبخس حقوق الجميع بعيداً عن التعميم الساذج، فإن لدينا وزارء ومسؤولين وإن كانوا قليلين – معالي وزير الخارجية أنموذجاً - إلا أنهم كانوا سبَّاقين لهذه الأفكار المتطورة والحديثة، فدخلوا إلى عالم الملتميديا من أوسع أبوابها، فقاموا بالتحدث بشكل مباشر وصريح مع المواطنين فتبادلوا وجهات النظر ومارسوا حق النقد من دون خوفٍ أو وجلٍ من العصا الغليظة، وهذا أجمل ما في هذا الموضوع، فالنقد المباشر يعتبر نقداً مشروعاً ومسموحاً به شريطة أن يتلزم الجميع بالأدب العام في الطرح وعدم شخصنة النقد الموجه للمسؤول، فلربما غاب عن المسؤولين شيء وغابت عن المواطنين أشياءُ. «للحديث بقية».
Opinion
كيف يمكن للوزير أن يسمع صوتك؟
18 أبريل 2016