نجحت القمة الإسلامية في عزل إيران عن العالم الإسلامي وإدانتها بوضوح لدعمها للإرهاب في الدول العربية ومنها البحرين، بقي أن تنجح البحرين في عزل المجموعة العسكرية والسياسية والدينية الإيرانية محلياً داخل البحرين، حتى تكتمل الجهود وتتوج ولا تضيع الجهود الخارجية هباءً منثوراً، فليس من المعقول أن يبذل غيرنا هذا الجهد على المستوى الدولي والإسلامي لصالحنا في حين تضعف هذه الجهود وترتخي محلياً!إن استخراج هذه الإدانة لم يكن بالعمل السهل وإيران قد «ظبطت» أمورها في القمم الإسلامية السابقة بحيث تضيع المواقف وتذيبها.إن قرار الإدانة الذي صدر إسلامياً، يحتاج إلى قدر كبير من الحزم والحسم للدولة بمؤسساتها برموزها بتدابيرها ليعزل هذه المجموعة بحرينياً، وقدر أكبر من الإصرار من الشعب البحريني بمؤسساته وبإعلامه وبممثليه، لعزل المجموعة الإيرانية دون تردد ودون تلعثم ودون تأخير.نحن مدينون لجهود المملكة العربية السعودية في عزل إيران وإدانتها لما اقترفته يداها في البحرين، مدينون بهذا الضغط الدبلوماسي والحراك المكوكي سواء للملك سلمان أو لولي عهده وولي ولي عهده، هناك حراك دؤوب عزل إيران قبل القمة، لا بد أن يقابله حراك محلي على ذات المستوى لا يترك البحرين ثغرة لتسلل هذه الجماعة من البحرين لبقية الدول العربية.ومثلما أصرت الدول العربية في القمة الإسلامية وقادت المملكة العربية السعودية حملة دبلوماسية سبقت القمة لهذا العزل، علينا نحن كمجتمع في البحرين أن نحدد تلك المسافة التي لابد أن يصر عليها شعب البحرين وممثلوه ويصر عليها الإعلام البحريني ومؤسسات المجتمع المدني، على الجمعيات السياسية أن تحدد موقفها الذي اتخذته في منزلة بين المنزلتين من المجموعة الإيرانية، فإما أن تتضح تلك المسافة وتحدد ملامحها ونتوقف عن التلاعب بألفاظها محاولين مسك العصا من منتصفها، وإلا فلتصطف هذه الجمعيات وهذا الإعلام مع عملاء إيران صفاً واحداً وتنهي هذه اللعبة السمجة.إن قيام خدم إيران في كرباباد يوم أمس بالاستجابة الفورية للتهديدات الإيرانية بتناغم وتنسيق مع خدمها في القطيف لم يدع مجالاً للشك أو التردد بوجود عملاء لإيران في البحرين وفي القطيف، ونعرف أن المملكة العربية السعودية لم تترك أي فرصة للتهاون مع هذه الجماعات أمنياً، فأمن الدولة والوطن على المحك هنا، لذا لا يمكن أن تكون البحرين هي الحلقة الأضعف في التضييق على هؤلاء العملاء.لذا فإن جميع مساحات الحرية المتاحة في البحرين والديمقراطية وحرية التعبير وحرية العمل السياسي لا يجب أن تكون مورداً للتسيب الأمني بالمقابل، يسمح لهذه المجموعة أن تتحرك بأريحية في البحرين وتجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي وتصدر البيانات التي تبقي على الحبل السري ممدوداً مع عملاء إيران.فإما إعلان واضح وصريح وخضوع واستجابة للنداء، ولا مجال للوقوف في منتصف الطريق بإدانة تحمل نفساً مقيتاً يلعب على تغير المسميات ويبقي لها خطاً للرجعة معهم، وإما أن تحسب هذه الجمعية كجناح سياسي للمجموعات الإرهابية وتدرج ضمن قائمة الإرهاب.فالعمل الإرهابي لا يسمى «حادث» والإدانة لا يجب أن تسبقها جملة تشكيكية مثل «وأكدت الجمعية أنه لا تتوفر لديها أي معلومات عن ملابسات الحادث»، وخلط الأوراق بالتلميح أن العنف موجود عند الطرف الآخر وهو السلطة «من أي طرف كان» لا يباعد ويعزل هذه المجموعة.جميع هذه الأدوات الخطابية المزدوجة الأهداف هي ما يبقي على المجموعة الإيرانية قريبة ومحمية من هذه الجمعية السياسية، عدا عن التصرف اللاحق الذي سنراه لمجريات التحقيق والتحري والقبض على الجناة والذي يسمي القبض على جناة اعتقالاً ويسمي توقيفهم أو الحكم عليهم ظلماً لسجناء الرأي، حينها ستقترب المسافة أكثر وسينعدم العزل بتاتاً وسيكون التماهي هو سيد المشهد.
Opinion
عزلت إيران إسلامياً على البحرين عزلها محلياً
18 أبريل 2016