شهد الوطن حدثاً مهماً باستشهاد أحد رجال أمننا البواسل في كرباباد على يد مجموعة من الإرهابيين، ولكن قبل ذلك فأية قلوب تلك التي قامت بهذا الفعل المسيء بحق الوطن وشعبه، وأي قلب هذا الذي تجرأ بأن يسهل عليه قتل الأبرياء ممن يؤدون واجب حمايتك لتكون منعماً في رخاء بمنزلك، كيف استغلكم هؤلاء أصحاب المنابر المدفوعة التكاليف ليشحنوا عقولكم، ويقنعوكم بأن ما تقومون به هو الصحيح تحت عباءة ولاية الفقيه؟!أوجه كل هذه العبارات المهمة إلى هؤلاء الإرهابيين، لا أجد مبرراً واحداً لهؤلاء أن يقوموا بتلك الأفعال بوجود دولة وفرت كل ما يتمناه أي مواطن، فإيران المحرض لكم لا توفر 1% مما يوفره وطنك، صدقوني فإن أول من سيتخلى عنكم هم الذين شحنوا عقولكم بتلك المعتقدات الخاطئة، زرعوا فيكم الكراهية لتعيشوا على أمل أن يكون لكم شأن، ولكن كل هذا سيزول حينما ترون الحقيقة من زاوية أخرى، فأي قناعة أنتم أوهمتم أنفسكم بها بأن البحرين هي لإيران، وأي منهج علمي أو تاريخي يقول ذلك، البحرين دولة عربية لها سيادتها ودستورها، وأنتم أفراد بها عليكم أن تحموها كما قام أجدادكم بذلك، ألا تحزنون بأنكم تقومون بتلك الأعمال التي تتسبب في ضياع عوائلكم بكاملها، ألا يحزنكم بأن تكونوا في صراع داخلي بأن تدافعوا عن عوائلكم وأنتم تطعنونهم من الخلف.أيها الإرهابيون..أنتم الآن مغيبون بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أنتم تعيشون حالة من الوهم والخداع و«البروباغندا» التي صنعوها لكم، حتى تنفذوا ما يريدونه منكم بلا إدراك ولا وعي، الوطن الذي تعيشون فيه وترعرعتم فيه ألا يستحق منكم أن تقفوا بوجه أصحاب تلك المنابر، ألا ترون أنهم مرفهون بالمال وأبناؤهم يلتحقون بأرقى الجامعات بالدول الأوروبية، وأنتم تتورطون بقنابلكم اليدوية التي صنعتموها ليكون مصيركم السجن طوال العمر.أيها الإرهابيون..تعجز كل تعابير القسوة أن تفسر ما أنتم فيه، لا أحد سيكون معكم حينما تكون أرواحكم أمام رب العالمين، فلا مال ولا بنون، ولا حتى من هم قاموا بتحريضكم، فستبقون وحيدين بعملكم هذا الذي لا يغتفر بحق الوطن، لا توهموا أنفسكم ولا تستنكروا ذلك، لا تجعلوا عقولكم دمية يتحكمون بها، فالوطن جعل لكم تلك المساحة لتحافظوا عليه لا لتطعنوه، فهناك شعوب تتمنى أن يكون لها وطن لتحافظ عليه لأنه من يفقد وطنه هو كمن يمشي في الأرض كجسد بلا روح.