ليس الخطر أبداً في عدو تعرفه ويتربص بك الفرصة المناسبة من أجل القضاء عليك قضاء مبرماً، إنما الخطر كل الخطر من عدو يتسلل إلى داخل ديارك، ويقدم نفسه على أنه نصير لك وحريص عليك، فيما يقوم في الوقت نفسه بالحفر والتخطيط من خلفك، انتظاراً للحظة المناسبة من أجل الإيقاع بك والقضاء عليك.العدو الداخلي والمخفي والمتستر أخطر ألف مرة من العدو الخارجي والمعروف والمحدد، ذلك أنك تضع دائماً في حساباتك الاحتياطات اللازمة الواجب إتخاذها أمام عدوك المعروف والمحدد، لكنك لا تملك أي خيار أو حسابات معينة فيما يتعلق بعدو مجهول لا تعرفه، وهذا الأمر ينطبق تماما على نظام «ولاية الفقيه» في إيران، الذي قدم نفسه للشارعين العربي الاسلامي على أنه من»المدافعين» و«الحريصين»على مصالح هذين الشارعين، وعلى أنه النصير الأكبر للقضية الفلسطينية، وأعدى أعداء إسرائيل وأمريكا، لكن الذي حدث وجرى خلال الـ 37 عاما المنصرمة من عمر هذا النظام، هو أننا صحينا على حقيقة مرة ومكلمة جدا، تتلخص في أن الأهداف والغايات التي حققها نظام «ولاية الفقيه» ضد العرب والمسلمين لم يتمكن معظم أعداء العروبة والإسلام من تحقيقها طوال أكثر من 7 عقود مرت على المنطقة.الجديد والطارئ المستجد الذي استغله نظام «ولاية الفقيه» ضد الأمة العربية في العديد من الأقطار العربية، هو استمالته المشبوهة لبعض من الشيعة العرب، وكذلك لبعض من السنة العرب، وخداعهم تحت غطاء مجموعة من الشعارات البراقة الطنانة في مظهرها والجوفاء والفارغة في الواقع، من قبيل مظلومية الشيعة والوحدة الإسلامية والجهاد ضد أعداء الأمة الإسلامية، وأن ما قد عانته دول المنطقة من شرور وعدوانية المخططات المشبوهة لهذا النظام ولاسيما في دول الخليج العربي مثل السعودية والبحرين والكويت والإمارات، والمخططات اللئيمة التي تم وضعها في أقبية ودهاليز النظام في طهران، والتي كانت بمثابة إعلانات لنوايا عدوانية ضد تلك الدول خاصة، وضد الدول الأخرى في المنطقة عامة، أعطت انطباعاً وافياً وشافياً بخصوص أهداف ونوايا هذا النظام خصوصاً من حيث النوايا المشبوهة لإختراق الأمن القومي للدول العربية.ما يثلج الصدر ويبعث على الأمل والتفاكل والغبطة، هو أن هنالك إجراءات وتدابير من قبل دول مجلس التعاون الخليجي المستهدفة بأمنها ضد المتورطين والمشبوهين المحتملين بأعمال ونشاطات معادية تسعى لإلحاق الضرر بالأمن والاستقرار والعبث بالأوضاع الآمنة فيها. دول مجلس التعاون الخليجي أثبتت جدارتها وقدراتها وإمكانياتها الخلاقة في مواجهة العملاء والدخلاء والمتربصين شراً بشعوبها فلا مجاملة بالأمن ولا تراخٍ بعد اليوم وعلينا جميعاً أن نساعد ونساهم في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار لأن ذلك من ضمن مسؤولية الجميع دونما استثناء.* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
Opinion
الأمن القومي العربي خط أحمر
22 أبريل 2016