نظمت المؤسسة الخيرية الملكية مؤخراً برعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب وبمناسبة احتفالها بيوم اليتيم العربي «منتدى المؤسسة الخيرية الملكية الثاني» تحت شعار «بصمة عطاء»، والذي تضمن هذا العام مشاركة خليجية واسعة لمؤسسات لها باعها الطويل في العمل الخيري.ولعلني من خلال هذه الوقفة أكتب عدة رسائل حب في حق هذا المنتدى الجميل الذي ظهر بصورة مشرفة تليق بمكانة المؤسسة الخيرية الملكية على المستوى الداخلي والخارجي.* أبرز منتدى هذا العام إنجازات المؤسسة الخيرية الملكية التي تستظل بالرعاية الملكية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، حيث أوصل المنتدى رسالة حب وتقدير لقائد فتح الأذرع لاحتضان بذور الخير، التي لطالما تمناها أي مسؤول لكي ينشر حبه لجميع البشرية بما يقدمه من مشروعات تساهم في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة، وتغيث المحرومين والمنكوبين في كافة الأصقاع.. فرسالة العمل الخيري وصلت إلى أسماع كل من يبتغي الخير.. فليست محصورة في ميدان دون آخر.* رسالة الحب التي أكد عليها المنتدى والذي شهد حضوراً متميزاً من كافة الجهات والأعمار، أن جميع فئات المجتمع بجميع الأعمار ومختلف التخصصات، يشاركون في المسؤولية الاجتماعية وفي تحقيق النجاحات على مستوى البحرين، فالجميع يجب أن يحمل على عاتقه «حب العطاء» وتقديمه في كل مكان.. فالشراكة المجتمعية يجب أن تؤصل للعديد من المفاهيم التي تساهم في الارتقاء بالعمل الخيري ومساهمة الجميع في تنميته.. لذا حسنا فعلت المؤسسة بإشراك المؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة في هذا المنتدى، فضلاً عن المؤسسات الخيرية العاملة في هذا النطاق، والفرق الشبابية التطوعية الواعدة، فالجميع يتحمل مسؤولية العطاء، وهو سفير خير في مجال عمله أياً كان.* التجارب الخليجية التي عرضت خلال المنتدى والتي تمثل في مضمونها العام «العطاء الخصب» في مجال العمل الخيري والإنساني، هي في حد ذاتها تجارب ذات بصمات رائعة استلهمت خطواتها من خلال رؤيتها الثاقبة لمضامين العمل الخيري.. فمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بدولة الإمارات، والمؤسسة القطرية للأيتام «دريمة»، والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام «إنسان» بالسعودية، و»الرحمة العالمية والعون المباشر» من الكويت، كلها مؤسسات تعمل في إطار ينصب في دعم الجهود الخيرية التي تخدم الإنسانية. الأمر الذي يعزز من أهمية الشراكة الخليجية في إطار العمل الخيري والإنساني.* ورقة استدامة العمل الخيري والمحافظة على كرامة الإنسان التي طرحها سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية خلال المنتدى، حملت في مضمونها أكثر من معنى له الأثر الكبير في مسيرة العمل الخيري والإنساني.. فالمؤسسات لا يقتصر دورها على تقديم مجموعة من البرامج أو المساعدات المتقطعة، أو على موارد مالية مؤقتة.. بل نحتاج أن نتعدى ذلك ونهتم بالتنمية وإيجاد الموارد الدائمة للمشروعات الخيرية.. وهذا ما أكد عليه المنتدى بضرورة اهتمام المؤسسات بإنشاء المشروعات والأوقاف الخيرية التي تؤسس لمحفظة استثمارية تضمن المورد المالي للعمل لبرامج العمل الخيري.* رسالة حب وتقدير للفرق الشبابية التطوعية التي شاركت في هذا المنتدى، والتي تقدم الصورة المشرفة الدائمة للبحرين.. والرائع في الأمر أن المنتدى أوصى ضمن توصياته النهائية بإشراك طلبة المدارس والفرق التطوعية الشبابية في الأعمال الخيرية داخل البحرين والرحلات الإغاثية والإنسانية تحت مظلة المؤسسة الخيرية الملكية لإشراكهم في النجاح، وتدريب جيل متخصص في مهارات العمل الخيري والإنساني يحمل على عاتقه هم العطاء والتطوع وتقديم الخير للآخرين.* الطموح الأبرز والذي لطالما حلمت به في أول لحظة وطأت بها قدمي مساحات الخيرية الملكية، إنشاء ناد نموذجي شبابي يعتني بتطوير المهارات الحياتية للأطفال والشباب، ويساهم في صقل شخصياتهم وتنمية هواياتهم.. ولعل المنتدى أكد على هذا الأمر.. فالبحرين بحاجة ماسة لمثل هذه المراكز الشبابية التي تهتم بمختلف المهارات الحياتية، وتستوعب جميع الفئات، وتكون المحضن الخصب للتنمية وتطوير المهارات.* المنتدى هذا العام ظهر بصورة تنظيمية رائعة في جميع جوانبه، فرسائل الحب والعرفان نرسلها إلى فريق عمل المنتدى من موظفي المؤسسة الخيرية الملكية، الذي أثبت جدارته من خلال العمل المخلص والمتقن الذي أبهر الحضور.. وكم نحن بحاجة ماسة إلى أن تبرز مثل هذه المنتديات بهذه الصورة الجميلة التي تعكس مكانة العمل الخيري والتطوعي في مملكة البحرين.. فجزاهم الله خيراً ووفقهم إلى كل خير.* رسالة حب إلى كل منظم في هذا المنتدى.. أنتم بعملكم الرائع صنعتم أثر بصمة خالدة في نفوس كل المشاركين.. فقد حرصتم على إبراز عملكم ضمن نطاق العمل الفريقي، وحرصتم على تجويد العمل وإتقانه، وكنتم العين الساهرة على ضيوفكم من داخل البحرين وخارجها.. وكنتم قدوة يحتذى بها في تحقيق شعار المنتدى «بصمة عطاء».. فالعطاء لا يكتب بل يقدم بكل نفس نتنفس به في جميع حركاتنا وسكناتنا.. فبارك الله في جهودكم وسدد على طريق الخير خطاكم.* شكراً لتلك الأسماء الرائعة.. التي تشربت نفوسها لمعاني العطاء.. أنتم في القلب.
Opinion
رسالة حب.. لمنتدى الخيرية الملكية
22 أبريل 2016