أطلقت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المعروفة بمؤسسة «مسك الخيرية» ملتقى «مغردون» بمشاركة وزراء ومسؤولين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسمو الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين، وسمو الشيخ محمد بن عبدالله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في دولة الكويت، ومعالي وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ومعالي وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر الدكتور خالد بن محمد العطية، حيث تم مناقشة أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تعامل المسؤولين الحكوميين مع المواطنين، ودوره في نقل نبض الشارع، والتعرف عن قرب على كيفية تواصل المسؤول مباشرة مع ما يطرح من قضايا وملفات بمختلف المجالات.ومع تحفظي على وصف مدير الجلسة المذيع ذي السقف المرتفع داوود الشريان موقع «تويتر» بالوسيلة الشبابية، فأنا أرى أنها وسيلة إعلامية حديثة يستخدمها الجميع وليست حكراً على الشباب فقط، ألا أنني أسجل إعجابي الكامل بحسن إدارته للجلسة، حيث كانت في غاية الاحترافية، وأسئلته التي وجهها إلى ضيوفه من المسؤولين كانت في منتهى الدقة. وأتحفظ بشدة كذلك على كثرة التصفيق من قبل الجمهور التي بترت الكثير من تسلسل الحديث. كانت الجلسة رائعة تجاوزت مدتها الساعة، وحضرها بشكل مفاجئ ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وكانت اعترافات المسؤولين في منتهى العفوية، لاسيما إجابة الدكتور خالد العطية التي قال فيها «أنا ما كتبت إلا 6 تغريدات بس»، وتغريدة «السح الدح امبو» لوزير الخارجية البحريني التي جلبت له العديد من المشكلات، وتغريدة «اكشف عن اسم أمك لسمو الشيخ عبدالله بن زايد التي تحدى بها الأعراف المجتمعية الخليجية، وتغريدة «القطو» لمحمد بن عبدالله الصباح التي أطلقها ابنه الصغير من حسابه الشخصي، واعتراف وزير الخارجية السعودي باستعانته بفريق لإدارة حسابه الشخصي لأنه حديث على هذا العالم.وأود التوقف عند رد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد الذي أجاب على أحد أسئلة الشريان «الشرسة»، أنه «ضد سياسة «البلوك» بل إنني أعتمد على سياسة المناقشة و«الأخذ والعطى»، مع المغردين حتى وإن اختلفنا في الرأي، أما المغردون الذين «يسبون ويشتمون» فهؤلاء لا أتورع مطلقاً عن استخدام خاصية البلوك معهم». وعلق على سؤال متعلق بالحريات في «تويتر» على أنه «ضد القيود ومع سقف أعلى للحرية ولكن المحك هو ألا أخترق القوانين بدواعي حرية الرأي». وأكد أنه «يؤمن بأن من يحكم التعامل على صفحة «توتير» هي أخلاق المغرد نفسه! وأنه لا يوجد حرية مطلقة دون مسؤولية، ومن أهم مسؤوليات المغرد هو الحفاظ على الأمن العام وعدم إثارة الفتنة وإطلاق السباب يمنياً ويساراً بحجة حرية الرأي». وأكد جميع الحضور على الكلام المميز الذي أدلى به الشيخ خالد بن أحمد وعلق سمو الشيخ محمد بن عبدالله الصباح على أنه «من يعتقد أن هناك مسجون رأي في دولة الكويت فهو واهم، هناك مغردون خالفوا القانون بسبهم أو ازدرائهم لبعض الطوائف أو الأديان أو السب والقذف! وهذا سبب حبسهم». وهنا يجب أن نتوقف عند هذه النقطة الفاصلة فحرية الرأي لا تعني مطلقاً أن أتعدى على حقوق الآخرين.وفي تعليق رائع للشيخ خالد بن أحمد قال حرفياً «ليس من الممكن ضبط «تويتر»، وليس من الضروري ضبط «تويتر»! «تويتر» موجود وستأتي تطبيقات أخرى مشابهة له، الأهم هو التمسك بالثوابت، إذا تمسك المجتمع بدينه وأخلاقه وبسلوك أهله الأولين الذين علمونا الاحترام والتقدير والأخلاق العالي فلن نخاف من «تويتر»، ولن نكون بحاجة إلى ضبط «تويتر»».هذه فعلاً خلاصة القول لجميع المتعاملين مع شبكات التواصل الاجتماعي سواء أكانوا مسؤولين حكوميين أو نواباً أو باقي أفراد الشعب، أو مجهولين متخفين تحت أسماء وهمية!! فالقاعدة الأولى في التعامل مع وسائل الإعلام هو «أن تتحلى بالأخلاق الرفيعة، وألا تسمح أن يجرك الآخرون معهم إلى الأسفل وتقع في براثن السب والقذف وتبادل التهم»، وألا تكون ردود فعلك انعكاساً لتصرفات الآخرين!!كان المؤتمر رائعاً بجميع المقاييس، وكم تمنيت أن يحضره نفر من السادة النواب والمسؤولين للاستفادة منه والاستفادة من تجارب هؤلاء المسؤولين في استخدامهم الشخصي لبرامج شبكات التواصل الاجتماعي.