لا يمكن قبول الدولة أن تقوم بتخصيص ميزانيات كبيرة ومتنوعة من موازناتها السنوية على مشاريع لا تعود بالنفع على الوطن والمواطنين، خصوصاً في ظل الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، وحين تكتشف الدولة عدم جدوى أي مشروع لا يخدم هذا الوطن يكون من الواجب عليها مراجعة الدعم لتلكم المشاريع ومن ثم توجيه الموازنة المخصصة لها في برامج تنموية أكثر فائدة من مشاريع معطلة.كلنا يعلم ما تستهلكه المجالس البلدية من موازنات ضخمة من الميزانية العامة للدولة، وحين نقوم بمتابعة غالبية مشاريع وأعمال المجالس البلدية نجد أن ما يتحقق على أرض الواقع أقل بكثير من الميزانية التي تخصصها الدولة لها، بل هناك من المجالس البلدية تستنزف مبالغ طائلة دون عمل، وهناك من أعضاء المجالس البلدية من يستلمون مخصصاتهم حتى دون أن يداوموا في مكاتبهم، فهل هنالك فساد أكبر من هذا؟حين تَدْخُل بعض مكاتب المجالس البلدية ستجد مجموعة من الموظفين المتسكعين الذين لا يعملون ولا يحبون العمل، فبعضهم يتسلون بهواتفهم الجوالة وآخرون يقضون بقية يومهم في أكل «حب الشمسي»، وآخرون يلتهمون في مكاتبهم أشهى أنواع «السمبوسة والجباتي»، أمَّا العضو البلدي فإنه لا يتواجد في مكتبه ولربما يندر حضوره الاجتماعات!إذا كانت الإنتاجية الخاصة بالمجالس البلدية «صفر» أو على أحسن التقادير تظل رقماً تافهاً فمن الأولى على الدولة أن تعيد النظر في تخصيص الموازنات الكبيرة التي تذهب لجهات لا تعمل ولا تريد أن تعمل، فالكثير من الأعضاء لا يردون على مكالمات المواطنين ولا يتابعون همومهم وقضاياهم، والبعض منهم لا يرغبون في متابعة المشاريع المعطلة في مناطقهم، فهناك حدائق وشوارع وخدمات أخرى باتت معطلة بسبب عضو بلدي كسول، وهناك عشرات الملفات الخاصة بالمواطنين مركونة داخل أدراج سكرتيرة العضو المحترم، في الوقت الذي تتعطل فيه الخدمات ومصالح الوطن والمواطنين.يجب إعادة وصياغة عمل المجالس البلدية من جديد من أجل أن يعود العمل البلدي إلى طبيعته، أمَّا أن «يستلم» العضو البلدي مخصصه المالي «على الفاضي» حتى من دون أن يحضر مكتبه أو يقوم بمتابعة شؤون أهالي دائرته فهذه مصيبة، كذلك ينطبق الحال على بقية الموظفين من آكلي «السمبوسة».لا نريد منك أيها العضو البلدي أن تقوم بمشاريع كبيرة وضخمة كما هو مرتجى منك، ولكن على أقل التقادير وأقل الأضرار قم بإنشاء حديقة أو ممشى في دائرتك يحسب لك قبل وفاتك وبعد رحيلك.* حقيقة: أحد المواطنين في المحافظة الشمالية ومنذ أشهر يتصل بالعضو البلدي التابع لدائرته ولكنه لا يرد على المكالمات، وفي كل مرة يذهب لملاقاته شخصياً لا يجده، ويجد مكتبه كما هو عليه لم يتغير ككهف أصحاب الكهف، وحين حاول ملاقاة رئيس المجلس فشل في ذلك أيضاً، فهل هذا هو العمل البلدي المرتجى منكم يا سادة؟
Opinion
أعضاء المجالس البلدية «أعيدوا النظر»
25 أبريل 2016