في بداية هذه السطور، لابد وأن نرد التهنئة لجلالة الملك المفدى حفظه الله بمناسبة يوم الصحافة العالمي، مقدمين الشكر لجلالته على مشاركتنا الاحتفاء بهذا اليوم، والتأكيد على المضامين المهمة المعنية بمهنة الصحافة، على رأسها حرية التعبير وتسهيل الوصول للمعلومات والأهم حماية الصحفيين في ممارسة عملهم. مملكة البحرين من بين أكثر الدول الداعمة للصحافة، وللصحفيين وكتاب الرأي مكانة واضحة بالنسبة للقيادة، وخطوط التواصل أغلبها مفتوحة، وهنا أقولها بالنسبة للتواصل مع كبار قادة البلد، في حين لا يخفى وجود نوع من الفتور أو العلاقة شبه المقطوعة مع بعض المسؤولين وحتى الوزراء، الذين لابد وأن يصححوا مسار علاقاتهم وتعاملهم مع السلطة الرابعة. الفارق هنا بين فكر قيادة البلد، ففي حين ينظر الملك حمد بن عيسى وهو رأس الهرم وملك البلاد ورأس السلطات للصحافة على أنها «شريك فاعل» وأداة من أدوات إسناد المشروع الإصلاحي، ينظر بعض المسؤولين للصحافة على أنها في خانة «الضد» أو «الند»، وهذه نظرة خاطئة، أمامها نقول لهم: ليتكم تتعلمون من ملك البلاد كيفية تقدير الصحافة ودورها المسؤول، بالأخص الصحافة الوطنية التي لم تتردد يوماً في الدفاع عن البحرين وقيادتها ورموزها، وأقرب مثال حي كانت محاولة الانقلاب في 2011. عموماً، نشيد بخطاب جلالة الملك هنا ونؤكد على أهمية الرسالة الموجهة فيه لأنه تحدث عن حرية التعبير وتسهيل عملية الوصول للمعلومة، والنقطة الأخيرة هي التي تمثل تحدياً دائماً بالنسبة للصحافة والكتاب، فتوفر المعلومة ليس متاحاً دائماً، خاصة وإن كانت تأتي بناء على مزاج بعض المسؤولين، وهنا لسنا نتحدث عن بعض المعلومات التي تقتضي السرية، بل المعلومات التي تستوجب مشاطرتها مع الناس والنقاش معهم بشأنها. غياب الوضوح والشفافية في الإعلان والتصريح هو ما يسبب الفوضى المجتمعية، بل يقود لتداعيات خطيرة في الشارع، ويخلق حالات التذمر والإحباط، ولذلك دائماً ما نقول ونؤكد على المسؤولين بأن الكشف عن المعلومات والرد على التساؤلات هي إحدى سمات المسؤول الواثق في عمله، الواضح في تعامله. مثلاً، تدور في الآونة الأخيرة تساؤلات عديدة في الشارع، نجزم بأن المسؤولين المعنيين بها يعرفون ما يطلبه الناس، يعلمون تماماً بأن الناس تبحث عن المعلومة، وتريد الجواب الواضح، لكن للأسف الإرسال في آخر الخط مقطوع، يوجه الناس تساؤلات فلا يجدون رداً، كذلك الصحافة وحتى النواب، بالتالي حالة الغموض هذه تخالف ما ننادي به وأكد عليه ملكنا الحبيب بشأن توفير المعلومات والتعامل الشفاف إعلامياً مع الناس. عموماً، نحن نوثق هنا للتاريخ بتأكيد ما أورده جلالة الملك من أن حرية الرأي مكفولة في البحرين، ونعني طبعاً بها حرية الرأي المسؤولة التي تساهم في بناء الوطن، ولا تجنح لتتحول إلى أساليب التشهير والإساءة والتطاول والسباب أو الدعوة للانقلاب على الوطن أو التحريض عليه، حال البحرين إعلامياً اختلف كثيراً عن عقود مضت وهذا من مكاسب المشروع الإصلاحي بلاشك. ماذا فعل خليفة بن سلمان أمس؟!نقطة أخرى مهمة نطرحها اليوم متعلقة بزيارة سمو رئيس الوزراء حفظه الله لمجلس النواب يوم أمس، وهي زيارة من ضمن عدة زيارات قام بها للمجلس، ساهمت في «تهدئة النفوس» وفي إعادة لم الصفوف. نقول ذلك لقربنا من خليفة بن سلمان ومعرفتنا بثوابته الوطنية، وهي المسألة التي يجب أن يدركها كثيرون سواء في السلطة التشريعية أو حتى المنشغلين إعلامياً، أو المنتمين لجهات لهم مواقف مشرفة مع البحرين. أكثر ما يحز في نفس الوطنيين المخلصين للبحرين أن يروا «الصف الواحد» ينشق أو يتحزب، أن يروا من هم في خندق واحد يتواجهون معاً، في وقت كانوا فيه معاً ضد من استهدف البلد واليوم هم في رأس بعض. والله هي حال لا تفرح أحداً، ومخطئ تماماً من يقف متفرجاً ليشمت أو يضحك، فالبحرين ليست محتاجة اليوم لخسارة أي صوت وطني، أو أن يضيع جهده في غير محله الصحيح، لذلك -وأتحدث عن نفسي- وكثيرين أيضاً لا نقبل أبداً الدخول في مثل هذه السجالات ولا حتى التمثل في طرف، لأن ما يحصل برمته غير صحيح. من يضع البحرين نصب عينيه أولاً وأخيراً يدرك أن ما يحصل غير صحيح البتة، وأن تصفية الحسابات بين أفراد الفريق الواحد ضررها يقع على الفريق نفسه، في المقابل يقف العدو شامتاً يتحين الفرص، بل وقد يحاول سكب الزيت على النار. أقول بأن المخلصين يزعجهم هذا المنظر، فما بالكم بالرمز خليفة بن سلمان الذي تهمه وحدة الصف، وتوحد الصوت البحريني المخلص، وأن يقف المخلصون وقفة رجل واحد ويتمثلون بصوت رجل واحد؟! والله لا يرضيه ذلك، بالتالي كانت زيارته مشكوراً يوم أمس لمجلس النواب، وكلمته التي فيها مضامين واضحة لمن يقرأها «فقط» والبحرين أمام عينه، إذ حتى هذا الموقف وللأسف حاول البعض سحبه لكفة من كفتي المواجهة. نعول هنا على الأثر الإيجابي لتحرك حكيم البحرين حفظه الله، وأن تكون الرسالة وصلت، قوتكم في توحدكم لا في خلافاتكم، ولأجل البحرين ترخص كل الحسابات الشخصية.
Opinion
شكراً لجلالة الملك.. واكشفوا عن المعلومات يا مسؤولين!
03 مايو 2016