اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف 3 مايو، صحيح أنه مضى قبل أيام قليلة، ولكني أراني أرجع إليه مستذكراً ومتطرقاً لهذه المناسبة الغالية على الصحافيين، فهو يوم نفخر به كثيراً، خاصة الجيل الذي أنتمي له من الصحافيين الذين عاصروا حقبتين هما أمن الدولة وما بعدها، «هكذا كنا نسمي الحقبتين سابقاً».ما تحقق للصحافة البحرينية من إنجازات في العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، لا يمكن إنكاره أو التقليل منه، حتى وإن كنا نحن الصحافيين «طماعين» قليلاً أو بالأحرى كثيراً، ومعنا حق في أن نطمع من الكريم الذي عشنا في عهده نقلة كبيرة وقفزات ملموسة في عالم الصحافة الوطنية، ولم يشعر بها إلا الجيل الذي عايش بدايات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أقول حري بنا أن نفخر بتلك الأقلام التي دافعت عن وطنها أيما دفاع، وفي أحلك الظروف وأصعبها ولم نكن نتبع إلا ملكنا وإخلاصنا لوطننا، لم نساوم على أمر ما، ولم نرضخ لمن ظن أن البلاد «ستتغير» تبعاً لأجندتهم الطائفية، أو لنظام جديد بائس أعلن عنه «في الدوار»، ولكن بفضل الله ثم بحكمة جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهم الله، وأبناء الوطن المخلصين دحر ذلك الشر عن الوطن من غير عودة بإذن الله.وبهذه المناسبة نقول كذلك لبعض المنظمات التي تنادي بالحريات، لا نريد حرية تعبير سيسيء البعض استغلالها ضد رموزنا الوطنية وقيادتنا، ويجند قلمه لخدمة أجندة أجنبية، ومن يتربص بنا شراً، فأي حرية هذه التي تأتي على حساب أمن واستقرار الوطن، وتسيء إلى قيادته وأهله؟! تستطيع بعض تلك المنظمات أن تسوق شعاراتها في دول أخرى غير البحرين، فنحن على قناعة تامة بما تحقق وسيتحقق من إنجازات للصحافة وللصحافيين، حتى وإن سرنا بتروٍّ وهدوء ولكننا نسلك الدرب الصحيح وسنصل إليه بمشيئة الله.نعم الصحافيين دائماً «يطمعون» ويريدون المزيد من الإنجازات والحريات والاحترام والتقدير والحصول على المعلومات دون تعقيد، وهذا حقهم الشرعي طالما يخدمون في بلاط «صاحبة الجلالة الصحافة»، ولكن لن يكون كل ذلك على حساب الإساءة للوطن، فلا حرية نساوم فيها على أمننا، ولا معلومات يتم تجييرها وتفصيلها أو فبركتها من البعض لخدمة أجندات غير وطنية.نقول في يوم الصحافة العالمي، لدولة مثل إيران، لن تنطلي علينا ألاعيبكم وكلامكم المعسول عن الحريات وحقوق الإنسان، وتقليلكم من تلك الحقوق في البحرين، فالأولى أن تدعموا تلك الحريات في بلادكم التي توصف بأنها الأسوأ في انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والتقارير ضد إيران في هذا الشأن كثيرة، وربما تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2015 واستطلاع الرأي لـ»هيئة الإذاعة البريطانية BBC» مثالان بسيطان على ذلك.لذلك نقول لمن يدعي أن البحرين ضد الحريات وضد الحقوق، إنه اتهام مردود عليه، فالصحافة عاشت أبهى فترة في العهد الزاهر لجلالة الملك، وأقول ذلك ليس ادعاء، بل من واقع عايشته شخصياً لمدة 12 عاماً قضيتها في أروقة الصحافة وردهات صحيفتين أعتز بهما، وكنت أحد الذين عاصروا هذا التطور الملحوظ في الصحافة، ونقلتها النوعية من فترة الكبت وأمن الدولة، إلى الحرية التي لابد أن تكون نابعة من مسؤولية ذاتيه للصحافي تتمثل في ضميره الوطني، وبعده عن التأجيج وشق الصف الواحد فهذا لن يرضاه أي صحافي ذي قلم صادق وضمير حي وحس وطني. وبالرغم من كل تلك الإنجازات للصحافة إلا أن الظروف قد تحكم على بعض الصحف أن تعيش أوضاعاً مادية صعبة لأسباب في جلها مادي، وهنا نطمع ونطمح -وكما هي عادتنا- أن تكون الدولة خير معين للصحافة في حال الأزمات التي خلفتها أسباب خارجة عن الإرادة، كما نرجو من بعض المسؤولين أن يتسع صدرهم أكثر للنقد البناء الهادف البعيد عن الإساءة للوطن أو للشخوص أو التجريح، فالوطن خط أحمر ولن نرضى الإساءة له أبداً.