في المقابلة التي أجرتها معه قناة «روسيا اليوم» قبل أيام وفر الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح كمية من المعلومات التي لا مصداقية لها وينقضها الواقع، من ذلك قوله إنه «لا يوجد ما يثبت أن إيران موجودة في اليمن أو أنها مولته أو زودته بالأسلحة أو مدته هو أو الحوثيين بالأفراد وأن كل هذا يدخل في باب الزيف وليس إلا مبررات لما أسماه بالعدوان على اليمن»، ومنه قوله أيضاً إن «الاتهامات بالفساد التي طالته باطلة وإنه يرفض أن يكون شريكاً في السلطة اليمنية في ظل الظروف الحالية». أيضاً قوله إن «الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ليس رئيساً شرعياً للبلاد وإن الحوثيين هم أصحاب الشرعية في صنعاء»، وبالتأكيد أيضاً ما زعم أنه «يعلن عنه للمرة الأولى عن تورط الشقيقة الكبرى في اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي لأنه كان خصماً ورفض الانصياع لتعليمات الرياض»!صالح قال كل ذلك من دون أن ينتبه إلى أنه قال أيضاً إنه «يتمنى» أن يلقى دعماً من إيران رغم أن العالم كله يقر بتواجد إيران في اليمن ويراه رأي العين وأنه لولاها لما صمد الحوثيون يوماً واحداً ولما تحالف هو معهم، وما قاله عن الاتهامات بتورطه في الفساد ليس اتهامات ولكنها حقائق ولولا هذا لما ثار الشعب اليمني كله عليه وخلعه، أما ما قاله عن قيام السعودية باغتيال الحمدي فيجعل منه شريكاً في الجريمة لأنه سكت عنها طوال هذه السنين رغم علمه كما يقول بالتفاصيل ولأنه «انصاع لتعليمات الرياض» بدليل أنه لايزال على قيد الحياة! ما قاله صالح في تلك المقابلة هو الزيف لأن الواقع يدحضه، عدا أن أحداً لم يعد يصدقه بعد كل هذه السنين التي كذب فيها على العالم وضحك على ذقون اليمنيين وابتزهم وأوصلهم إلى مرحلة التقاتل ولم يتردد عن التحالف مع الحوثيين الذين دخل معهم في عدد من الحروب كي ينجو بنفسه وماله وولده.لمعلومات صالح فإن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ومن تحالف معهم من دول العالم لم تقرر التحرك لإنقاذ اليمن إلا بعد أفعاله ولوضع حد لصلف الحوثيين الذين ظنوا للحظة أنهم الوحيدون القادرون على التحرك وفرض سيطرتهم على كل اليمن رغم أنهم مجرد ميليشيات، وأنهم الوحيدون الذين لهم حق تسلم مقاليد الحكم في البلاد. ما أدى إلى الحال التي صار فيها اليمن ليس تحرك السعودية الذي كان بمثابة آخر الدواء وإنما ما قام به صالح طوال السنين الماضيات وبعد خلعه، بهدف الانتقام من كل من هم حوله، وإلا كيف يمكن لمن يعرف الحوثيين جيداً ويعرف مراميهم ومكرهم أن يضع يده في يدهم ويعتبرهم الحاكم الشرعي في صنعاء؟ كيف يتحالف معهم وهو يعلم جيداً العلاقة التي تربطهم بإيران التي بدأت في الاعتراف بتواجدها في اليمن عبر القول بأن لها هناك مستشارين؟ للتذكير فقط فإن الحوثيين بعد خلع صالح عطلوا كل شيء، وفرضوا أنفسهم على القرار في صنعاء، بعدما فرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس هادي، وسارعوا إلى توقيع اتفاقية طيران مدني مع إيران التي أسرعت بدورها بوضع الاتفاقية موضوع التنفيذ خلال أربع وعشرين ساعة، وأرسلت أول رحلة محملة بالأدوية كهدية من الهلال الأحمر الإيراني إلى اليمن، وأتبعت ذلك بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع الحوثيين، من بينها اتفاقية تسمح لها بتطوير ميناء الحديدة وتسيير السفن الإيرانية إليه، واتفاقيات أخرى كثيرة تتيح الفرصة لتواجد إيراني طويل في اليمن من خلال إيفاد مجموعة كبيرة من الخبراء في مختلف المجالات. لم يعد المخلوع علي عبدالله صالح صالحاً، ولم يكن كذلك.