بشار الأسد رئيس النظام السوري يشكر علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الإيراني السابق ومستشار المرشد الإيراني علي خامنئي على «ثبات الموقف الإيراني الداعم لسوريا»، وولايتي يشيد بقيادة بشار ويقول إنه «لا مثيل لها في التاريخ». هذا يعني أن اللعب صار على المكشوف وأن كل ما كانت تقوله إيران عن دعمها لسوريا بتوفير بعض المستشارين فقط كان كذباً صراحاً، فثبات الموقف يعني أنه كان هناك موقف واستمر، ويعني أن هذا الموقف الذي كان والاستمرار فيه وفر حالة من السعادة لبشار عبر عنها بتلك العبارات خلال استقباله في دمشق لولايتي ومن معه، وبما أن بشار وصف ذلك الموقف «بالتاريخي» فإن هذا يعني أنه كان موقفاً غير عادي ودعماً غير محدود.هذه الحصيلة تعني أموراً أخرى أيضاً، أولها أن تواجد إيران في العراق تواجد غير عادي وغير محدود و«تاريخي»، وثانيها أن ما يقال عن دعم إيران للحوثيين في اليمن ليس كلاماً ولكنه حقيقة سيتم الإعلان عنها مستقبلاً وفي الوقت المناسب، وثالثها أن ما تنكره إيران عن دعمها لبعض الجهات في هذا البلد أو ذاك ليس إلا تأكيداً على أنها تقدم ذلك الدعم الذي منه -على سبيل المثال لا الحصر- تهريب الأسلحة وتدريب المجموعات على استخدام السلاح في الخارج وإدارة الفعاليات في الداخل، وبالطبع توفير «المستشارين»!طبعاً الحجة التي يتم استخدامها في كل هذا التدخل الوقح الذي تقوم به إيران في سوريا وفي كل هذه الدول معروفة وهي محاربة الإرهاب و«وضع حد للدول الغربية والإقليمية التي أججت ?الإرهاب في ?سوريا على مدى السنوات الماضية»، حسب تعبير بشار الذي قال أيضاً إن تلك الدول «تواصل دعم الإرهابيين سراً وعلناً وتوفر الغطاء لهم بالرغم من الجهود الرامية إلى وقف القتال ودعم الحل السياسي».بشار لم يكتف بما قال ولكنه وفر معلومة أكدت أن التماهي بين إيران وسوريا عمره أكثر من ثلاثة عقود فقال «مواقف إيران خلال الحرب تعزز العلاقة الوطيدة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود».مهم في هذا السياق قيام المعنيين في الدول التي تحاول إنقاذ الشعب السوري من المأساة التي يعيشها بسبب «القيادة التاريخية التي لا مثيل لها لبشار الأسد» بتحليل ودراسة ما قاله ولايتي من أن «إيران تستخدم كل طاقاتها لمحاربة ومواجهة الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم ضد الشعوب المضطهدة في المنطقة»، فهذا القول ليس عادياً ولكنه خطير، حيث اتخاذ إيران قراراً بتوظيف كل ما تملك من قوة وطاقة ضد كل من يقوم بعمل لا يعجبها أو لا ترضى عنه ضد من تعتبرهم «شعوباً مضطهدة في المنطقة» يعني أنها أعطت نفسها الحق للتدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة تتهمها بأنها تمارس الاضطهاد ضد شعبها، وهذا أمر خطير للغاية لأنه يفتح الباب على مصراعيه لإيران لتقرر ما تريد، فيكفي أن تقول إن هذا الشعب مضطهد من قبل حكومته ليكون بمثابة الضوء الأخضر للشعب الإيراني كي يناصره ويعادي حكومته. إيران لم تعترف بدورها في سوريا إلا بعد أن بدأت أخبار سقوط جنودها في المعارك الدائرة هناك تتوالى، وهي لم تعترف بدورها من قبل في لبنان إلا بعد أن تساقط جنودها وزادت فضائحها ولم يعد أمامها من مفر سوى الاعتراف، والأمر نفسه حدث في العراق الذي لم يعد يختلف اثنان على أنه يدار من طهران ويحكم بملاليها الذين يصرفون تذاكر دخول الجنة لجنودهم الذين يسقطون هناك. والأكيد أن الوقت لن يطول حتى تتتالى أخبار مقتل جنودها في اليمن لتتتالى بعدها الاعترافات التي سيتقدمها القول بأن قيادة الحوثي «لا مثيل لها في التاريخ».